جوديث بتلر تنتقد تسليم جامعة كاليفورنيا أسماء أكاديميين لإدارة ترامب
استمع إلى الملخص
- انتقدت بتلر الجامعة لانتهاكها حقوق الأفراد والحريات الأكاديمية، محذرة من أن الإفصاحات قد تؤدي إلى ترحيل الطلاب الدوليين وفقدان وظائف المحاضرين.
- تأتي هذه الإجراءات ضمن حملة أوسع يقودها ترامب ضد النشاط الطلابي المؤيد لفلسطين، مهدداً بقطع التمويل الفدرالي عن الجامعات المتهمة بالتساهل مع "معاداة السامية".
أثارت خطوة جامعة كاليفورنيا في بيركلي جدلاً في الأوساط الأكاديمية والحقوقية الأميركية بعدما سلّمت أسماء 160 من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظّفين إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن تحقيق فدرالي في "حوادث مزعومة لمعاداة السامية" في الجامعات.
لكن الفيلسوفة النسوية والمنظّرة الأميركية جوديث بتلر، وهي واحدة من أبرز الأسماء الواردة في القائمة، وجّهت انتقادات شديدة اللهجة للجامعة ووصفت ما جرى بأنه "ممارسة من حقبة مكارثي" وانتهاك صارخ لحقوق الأفراد والحريات الأكاديمية. وقالت بتلر، وهي باحثة يهودية معروفة بانتقادها لسياسات إسرائيل ودفاعها عن حقوق الفلسطينيين، إنها لم تُبلَّغ بأي تفاصيل عن الاتهامات المزعومة أو أسماء المشتكين، معتبرةً أن الجامعة "ألغت الإجراءات المعتادة" التي تتيح للمتّهمين الردّ والدفاع عن أنفسهم.
وحذّرت بتلر من أن الطلاب الدوليين والمحاضرين بدوام جزئي قد يواجهون ترحيلاً أو طرداً أو فقدان وظائفهم ومراقبة لصيقة بسبب هذه الإفصاحات، كما أشارت إلى أن بيركلي كانت مهد حركة حرية التعبير في الستينيات، وأن ما يجري الآن يقوّض هذا الإرث، متسائلةً لماذا لم تتبنَّ الجامعة موقفاً أكثر صرامة في مواجهة مطالب الإدارة الفدرالية كما فعلت بعض المؤسسات الأخرى دفاعاً عن الاستقلال الأكاديمي.
وفي رسالة إلى المستشار القانوني للحرم الجامعي، عبّرت صاحبة كتاب "مفترق الطُّرق: اليهودية ونقد الصهيونية" (صدرت ترجمته عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، 2017)، عن مخاوفها من أن تؤدي هذه الخطوة إلى "وَسم" الأكاديميين والطلاب في قوائم حكومية وإخضاعهم لقيود على السفر ومراقبة للاتصالات الإلكترونية، داعيةً إلى مقاومة ما وصفته بـ"التطبيع التدريجي للظلم" في الجامعات الأميركية.
تأتي هذه الإجراءات في سياق حملة أوسع يقودها ترامب ضد النشاط الطلابي المؤيد لفلسطين، حيث هدّد بقطع التمويل الفدرالي عن الجامعات التي يتهمها بالتساهل مع "معاداة السامية" أثناء الاحتجاجات. وتشمل الحملة تحقيقات وتسويات مالية ضخمة مع جامعات كبرى مثل كولومبيا وبراون وهارفارد.