باولا ريغو.. شخصيات نسائية في مناهضة الاضطهاد

باولا ريغو.. شخصيات نسائية في مناهضة الاضطهاد

11 ابريل 2022
من المعرض
+ الخط -

على مدار تجربتها الممتدة لأكثر من ستّة عقود، وجّهت باولا ريغو فنّها في مواجهة الدكتاتورية وغياب المساواة الاجتماعية والعنف ضدّ النساء، وغيرها من المضامين الاجتماعية والسياسية التي لم تغادر أعمالُها حتى اليوم، سواء في الرسومات أو في الحفر الطباعة أو التركيبات النحتية.

ابتكرت الفنّانة البرتغالية (1935) بطلات لرواياتها البصرية لتقدّم من خلال شخصياتها والأحداث التي عشنها موضوعاتِ السلطة والتمرّد والجنس والجندر والفقر، في محاولة لرصد انعكاس القمع والقهر على شخصياتها النسائية بشكل أساسي.

"باولا ريغو.. قصص حارقة" عنوان المعرض الذي افتُتح في "غاليري أرنولفيني" بمدينة بريستول البريطانية (170 كلم غرب لندن) في الخامس من شباط/ فبراير الماضي، ويتواصل حتى التاسع والعشرين من أيار/ مايو المقبل.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض أكثر من 70 مطبوعة تمثّل جميع مراحل تجربة باولا ريغو، والتي تمزج بين التقاطات ذكية من واقع الشخصيات التي ترسمها وروح الدعابة السوداء لإعادة تخيّل قصص جديدة ـ قديمة، التي لا تنفصل فيها الأفكار المقدّمة عن بُعد شخصيّ يتعلّق بأبيها الذي ترسمه كظلٍّ مختفٍ في بعض لوحاتها، في إشارة إلى ابتعاده عنها في سنوات الطفولة، وكذلك في تجربته الفاشلة في الزواج التي انتهت إلى الانفصال وتربية ثلاثة أطفال، في فترة كان فيها الإجهاض مرفوضاً بشكل كبير مهما كانت ظروف المرأة، وهي ثيمة اهتمّت بها باولا كثيراً.

أعمال تحتوي ألغازاً وأشكالاً صادمة ترمز إلى رؤية الفنانة للعالم الذي وضعت أولى تصوراتها حوله من قصص جدّتها التي رعتها طوال طفولتها بسبب انتقال والدها ــ المُعارِض للنظام الشمولي في بلادها للعمل في المملكة المتحدة ــ حيث ستستوعب الفن والحياة من خلال تلك الحكايات شعبية التي تقدّم شخصيات غير حقيقية وأحداث خارقة.

ريفو التي تخرّجت من "مدرسة سليد للفنون الجميلة" بلندن عام 1956، حيث أقامت معرضها الأوّل بعد سنوات قليلة، لتظهر في أعمالها أشكال آدمية برؤوس مقطوعة، وكائنات وحشية، وشخصيات مشوّهة، تواصل تلك التخيّلات لرصد جملة السياسات والقوانين الظالمة للمرأة في بلدان مختلفة حول العالم.

وتتبنّى في أعمالها المعروضة أسلوباً سريالياً كان حاضراً بقوّة في المراحل الأولى من تجربتها، مع نزوع إلى التجريد واختزال الوجوه والأجساد التي ترسمها، تعبيراً عن اضطهاد النساء، وتحديداً في سلسلة رسوماتها التي تظهر فيها النساء يتصرّفن في جلستهنّ ونظراتهنّ وحركاتهنّ، في محاولة لتصوير العنف الممارس ضدّهن وردود فعلهنّ عليه.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون