المياهُ تغمر يومَ الخميس

المياهُ تغمر يومَ الخميس

23 أكتوبر 2021
(نصرت غونير)
+ الخط -

21.09.30

سُفنٌ عملاقة تُبْحِرُ في الماء،
في كلّ عام
عند أوَّلِ شعورٍ بالبرد 
في غروب الشمس الحمراء
بآخرِ مَسَاءات أيلول
قبل أن يأتي تشرين الأول
كلّها لي.. كلّها لي

لو أنني يوماً ما أقفز في إحداها!
 

■ ■ ■
 

21.10.1

ماذا كنّا نقول؟
نعم، في كلّ عام
عند أوَّلِ شعورٍ بالبرد 
في غروب الشمس الحمراء
بآخر مساءات أيلول
تنام السفن العملاقة في الهواء البارد
 
السفينة تنام، 
والرياح لا تنام
يستمر أوّلُ شعورٍ بالبرد في كل عامٍ،
لكنّه في هذه المرة
يأتي في الساعات الأولى من تشرين الأول. 

لا حماسة ولا اضطراب
وأوّل دُخولٍ تحت الغطاء
سيكون لكِ
 
لا أخطّط للخروج.


■ ■ ■


على حدّ تعبير الإنكليز

أشعر اليوم بالزُرْقة
بعد الظهيرة ستكون في موسكو
حبيبتي الروسية التي لا أعرف اسمها
 
تبدأ الشمس في الهبوط منذ الآن
ونحن في التاكسي
أشعر بالصُفرة
ولكن ما الفائدة؟
أعرف أننا اقتربنا من النهاية
 
في المطار
سينتهي حبُّنا الذي وَسِعَنا لبضع ساعات
نتبادل الوداعَ دون أن نعرف أسماءنا
تذهب هي إلى موسكو
وأبقى أنا في إسطنبول.
 
حسناً
مَن سينسى أوّلاً؟


■ ■ ■

 
السبت الصغير

المياهُ تغمرُ يومَ الخميس
والثلاثاء لم يعد متداوَلاً
بقيتُ مُعَلَّقاً في الأربعاء
أشرب، وسأظل أشرب
لن ينتهي أبداً هذا اليوم!

 
■ ■ ■


هواء

أجلس في الشرفة بطمأنينة
عيناي على السماء
وقدماي ممدّدتانِ على حافّة الشرفة
 
يَهُبُّ الهواءُ
ويتسرَّبُ من فتحات جواربي
تبدأ أصابعي في الرّقص دون استئذان
 
يا له من أمرٍ ممتع!
 
سوف أتخلّص من جواربي
ففي ممارسة هذا الحبّ
لا داعي للخوف من الإنجاب.


■ ■ ■


تنام أو لا تنام

الرغبة في النوم إلى الأبد    
يمكن أن تكون أكبر خطيئة في هذا العالم!


■ ■ ■


جوع

طلع النهار
لا طاحونة ولا هواء
 
طائر يغرّد في طاحونة هوائية
وكَسْرُ حاجز الصمت
يحتاج جُرأة في هذا الوقت
 
أورهان ولي يصبغ السماء المظلمة باللّون الأزرق
تبدأ الحركة داخل البيوت، وتتموّج الستائر الرقيقة
 
هناك بائع جريء يصرخ بطبقةِ صوتٍ مرتفعة
يريد الإنسان أن يشبع،
والشبَعُ يريد أن تغرسَ البذرة في الأرض
 
يتعكّر مزاج الشاعر
ويذهب إلى الفِراش.


■ ■ ■


حطّ على نافذتي

لو دخل طائرٌ من نافذتي
لشَعَرَتْ غرفتي بالمرَح
وتوقّفتْ أجنحتُهُ عن الرّفرَفة
سيلتفّ وينظر إليَّ
وسأفعل الشيء نفسه
 
لو خرج طائرٌ من نافذتي
كنتُ سأشعر نحوه بالحنين
حتّى قبل أن يطير
 
لو حطّ طائرٌ على نافذتي
كنّا سنبدأ في الحديث
كلّما حطّ أو طار.


■ ■ ■


لا تحنِ رأسكَ

النبات في غرفة الصالون
أحنى رأسه منذ زمن بعيد
اشتريتُ له عصاً خضراءَ وحبلاً
 
غرستُ العصا في التراب
وربطتُ رأسه المحنيَّ
فصار منتصباً
مرّ قمرٌ
ولم تتوقّف الشمس
والنبات يكبر يوماً بعد يوم
 
لم يعد في البيت أعلى من هذا
قطعتُ رأسه وزرعتُه بجواره
ليكبرَ هناك.


■ ■ ■


السيّد دليفري

مرّت ثلاث دقائق ونصف على اتّصالي بالماركت
وقفتُ أمام النافذة، وعيناي تحدّقانِ في الخارج
أحصيتُ حجارة الشارع
فوجدتُها ألفين وسبعمائة وستة وستين حجراً تماماً
مَن يراني سيظنُّ أنني قد جُننتُ
 
هيّا يا سيّد دليفري
أحضر العَرَقَ
لقد ابتلَّ البقشيش في يدي
وكادت فرحتي أن تذبل. 
 
 
■ ■ ■


النصف الفارغ من الكأس

ذَهَبتْ إلى السرير متعبةً
عليّ أن أذهب أيضاً
ولكن يجب أن تُملأ كأسي أوّلاً
حسناً، ولكن كم مرّة علينا أن نعيش هكذا؟
 
رَفعتْ رأسَها من تحت الغطاء
وهذا سببٌ كافٍ للشِّجار
كم مرّة سنكون بحاجة إلى الصّياح بلا سبب؟
 
أحياناً، يجب أن تموت
حسناً، وإذا لم أقدر على الموت
كم ليلةً سأعيش هكذا؟
 

■ ■ ■


مزيدٌ من الوقت

وجدني أبي في بيتي الذي أغطّ فيه لأيامٍ
في سُباتٍ عميق...
بيتي الذي لا يدخله الضوء
سألني: ما هذا؟
 
قلتُ: أحتاج إلى مزيدٍ من الوقت
كي يتفسَّخ جسدي أكثر
فلا يستطيع أحدٌ بعدها أن يعدني بالحب.
 

■ ■ ■


عباقرة

لأنّ أحدهم قال في تلك الساعة:
"هذا هكذا"
فلن يحدث هذا أبداً
ولن يحدث أي شيء! 


* شاعر تركي مقيم في إسطنبول

** ترجمة عن التركية: أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون