"المنتدى السنوي لفلسطين" في دورة ثالثة: أسئلة الإبادة الجماعية وما بعدها

25 يناير 2025
"المنتدى السنوي لفلسطين" في دورته الثانية، شباط/ فبراير 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تنوع المسارات البحثية: المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة يركز على مواضيع متعددة مثل القانون الدولي، الإعلام، والتعليم، مع التركيز على حرب الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، ويشارك فيه باحثون فلسطينيون ودوليون.

- الذاكرة والمقاومة الثقافية: يناقش المنتدى قضايا الذاكرة والمقاومة الثقافية، بما في ذلك التدمير الثقافي والمادي ونهب الممتلكات الثقافية الفلسطينية، والتمثيل الرمزي للمقاومة من خلال الفن والأدب والسينما.

- الهوية الوطنية واللاجئين: يتناول المنتدى موضوع الذاكرة الجمعية واللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وتأثير الهامش في تشكيل الهوية الوطنية للشباب الفلسطينيين في لبنان.

نحو تسعين ورقةً علمية محكّمة سيُقدّمها باحثون فلسطينيّون وغير فلسطينيّين من بلدان مختلفة ضمن أعمال الدورة الثالثة من "المنتدى السنوي لفلسطين"، التي تنطلق صباح اليوم السبت في الدوحة وتستمرّ ثلاثة أيام بتنظيم من "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالتعاون مع "مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية".

تحضر حربُ الإبادة الجماعية الأخيرة على قطاع غزّة والحرب على الضفّة الغربية، بأبعادهما المختلفة، في معظم الأوراق التي تُقدَّم في جلسات متخصّصة تتوزّع بين مسارات متوازية، كما تحضر في الندوات العامّة وورش العمل التي تُقام ضمن المنتدى، وفي الافتتاحية التي يتحدّث فيها مدير "المركز العربي" عزمي بشارة ورئيس مجلس أمناء "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" طارق متري عند التاسعة والنصف في "قاعة المجلس" بفندق الشيراتون في الدوحة، وتُبثّ عبر منصّات التواصل الاجتماعي لـ"المركز العربي".


مسارات الإبادة الجماعية

في مسار "القانون الدولي وحرب الإبادة الجماعية على غزّة"، يتحدّث كلّ من خافيير أبو عبيد وسونيا بولس عن "القانون الدولي وإنهاء الاستعمار في فلسطين: الرأي الاستشاري بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي"، ويُقدّم الحسين شكراني "دراسة مقارنة لمرافعات المنظّمات الإقليمية أمام محكمة العدل الدولية بشأن النتائج القانونية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلّة"، ويُقدّم نزار أيوب ورقةً بعنوان "إسرائيل والقضاء الدولي: اختبارٌ للعدالة الدولية، قراءة مكثّفة في اختصاص القضاء الدولي في مساءلة مرتكبي الجرائم شديدة الخطورة في الأرض الفلسطينية المحتلّة".

ويتضمّن مسار "العدوان على غزّة في وسائل الإعلام الغربية" ثلاث أوراق؛ هي: "تحديد المصادر وإضفاء الطابع الإنساني في تغطية الصحف الأميركية والإسرائيلية لحرب إسرائيل على غزّة خلال عامَي 2023 و2024: تحليل كمّي للمحتوى" لمحمد حماس المصري ومحمد النواوي، و"محو الطفولة في فلسطين: التغطية الإعلامية وحدود الخطاب الحضاري" لعماد بن العبيدي، و"صورة المؤسّسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في صحافة النُّخب الأميركية: تحوّلات خطاب القوّة والأخلاق".

وفي مسار "إبادة التعليم في غزّة"، تُقام جلستان تتضمّن كلٌّ منهما أربع أوراق؛ في الأُولى: "استجابة التعليم في قطاع غزّة خلال العدوان: بين السياسات والخدمات المحلّية والدولية في ظلّ التحدّيات الراهنة" لرفعت صبّاح، و"دور مؤسّسات المجتمع المدني في الاستجابة للإبادة التعليمية في غزّة" لريام كفري- أبو لبن، و"مفهوم التحرّر والبحث عن ثوب جديد في سياق غزّة" لأحمد عاشور، و"معلّمو غزّة المبادرون: شموع وسط الظلام"، وفي الثانية: "التعليم الجامعي في غزّة أثناء الحرب: الواقع والتحدّيات" لنصر الدين المزيني، و"التعليم عن بُعد لطلبة الجامعات في غزّة خلال الحرب: تحليل التحدّيات واستراتيجيات التكيّف" لسناء أبو دقّة"، و"'انتظار الوقت مضيعة للوقت': دوافع التعلّم في ظلّ الإبادة الجماعية في غزّة في ضوء الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة" لتهاني الدحدوح، و"مبادرات وطنية لتعزيز قدرة الطلّاب على الوصول إلى التعليم ومؤسّساته على البقاء والصمود" لفادي الهندي.

قرابة 90 ورقة تتوزّع في جلسات متخصّصة وندوات عامّة وورش عمل

ويتضمّن مسار "أدوات حرب الإبادة الجماعية على غزّة" ثلاث أوراق؛ هي: "التجويع سلاح حرب: حالة غزّة، فلسطين" لعلي الجاسم، و"في نقد دراسات الصدمة: الألم الاجتماعي موقعاً للفعل الاجتماعي والأمل في زمن الإبادة" لعروبة عثمان، و"فرص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز سرديات الإعلام الفلسطيني حول انتهاكات الحرب الإسرائيلية في غزّة" لمحمد أبو عرقوب.

أمّا مسار "المرأة الفلسطينية في زمن الإبادة الجماعية"، فتتحدّث فيه كلٌّ من خلود العجارمة عن "ما وراء الإبادة: التعدّي الممنهج على خصوصية المرأة الفلسطينية خلال العدوان على غزّة"، وفردوس عبد ربه العيسى عن "نساء غزّة راويات الحاضر: معاناة ومطاردة للنجاة، تحليل مضمون وسائل التواصل الاجتماعي (يوتيوب)، ورسمية عبد النبي عن "المطرّزات الفلسطينيات: تجسيد للسيادة الفلسطينية الأصلانية".

من المسارات المرتبطة أيضاً بحرب الإبادة الجماعية على غزّة: "حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' من التأسيس إلى طوفان الأقصى: التحوّلات الاستراتيجية والسياسية" بمشاركة طارق حمود وأيفر أردوغان ومعين الطاهر، و"الإبادة الجماعية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد" بمشاركة جواد إقبال وإميل بدارين ومصطفى بوصبوعة، و"التحوّلات في المجتمع والدولة في إسرائيل في ظلّ حرب الإبادة على قطاع غزّة" بمشاركة مهنّد مصطفى وامطانس شحادة وجاكي خوري وعلاء محاجنة ومازن المصري، و"غزّة ما بعد العدوان: نظرة مستقبلية" بمشاركة ساحرة بليبلة ومها السمان ومحمد السوسي وبسنت الغنيمي ومحمد دريدي.

ويُقيم المنتدى ثلاث ندوات عامّة تُخصّص للموضوع نفسه؛ هي: "الحرب على غزّة وجبهات إسناد فلسطين" بمشاركة: أدهم صولي ومهران كامرافا وعلي محمد الذهب ومروان قبلان، و"سياسة ترامب في عهدته الثانية تجاه القضية الفلسطينية: أيّ آفاق؟" بمشاركة أسامة أبو رشيد وتمارا خروب ويوسف منير وطارق دعنا، و"العدوان الإسرائيلي على غزّة: سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة" بمشاركة علي شعث وعائد ياغي وهاني المصري وطارق حمود.

إضافةً إلى ذلك، يُخصَّص عددٌ من المسارات لتناول مسائل مختلفة متعلّقة بالوضع في الضفّة الغربية وبالقضية الفلسطينية عموماً؛ من بينها: "منظومة السجون الإسرائيلية: تجارب ورؤى نقدية"، و"العرب الفلسطينيون في إسرائيل وسؤال المواطنة"، و"الاستيطان في الضفّة الغربية" و"الحرب على الضفّة الغربية وآليات السيطرة الاستعمارية"، و"فلسطين والتضامن العالمي والعربي" و"فلسطين في السياق الدولي" و"الآثار الاقتصادية للاستيطان في الضفّة الغربية" و"في الاقتصاد الفلسطيني وتداعياته" و"أُطر التحرّر".


التدمير الثقافي والمادّي في غزّة

يتناول جزءٌ كبير من الأوراق، التي تُقدَّم في الدورة الثالثة من "المنتدى السنوي لفلسطين"، مسائل تتعلّق بالثقافة والتاريخ والذاكرة في فلسطين عموماً وغزّة خصوصاً؛ ففي مسار "حرب الإبادة الجماعية على غزّة والتدمير الثقافي والمادّي"، يُخصّص محمود هواري، أستاذ علم الآثار في جامعة بيت لحم، ورقته لمسألة "نهب الممتلكات الثقافية الفلسطينية ونقلها غير المشروع"، من خلال دراسة حالة قطاع غزّة بين سنتَي 1967 و2005؛ حيث يُقدّم مراجعةً للاتفاقيات الدولية لحماية التراث الثقافي و"التزامات" الاحتلال الإسرائيلي بإعادة القطع الأثرية المنهوبة أو التعويض عنها، موثّقاً للحفريات الأثرية غير القانونية التي قام بها الاحتلال في القطاع خلال تلك الفترة، ومتتبّعاً القطع الأثرية الفلسطينية التي جرى التنقيب عنها بصفة غير قانونية في القطاع ونقلها إلى "إسرائيل".

وفي ورقته "التحوُّل المكاني والتطهير العرقي في قطاع غزّة من خلال الاستثناء"، يُضيء الأكاديمي عادل رويشد الخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيّين في غزّة بالقوّة ومحو القطاع مكانياً وتحويله إلى منطقة قابلة للاستغلال لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والاستيطانية للدولة العبرية. تُوضّح الورقة أنّ الاحتلال الإسرائيلي عمد، لتحقيق هذه الغاية، إلى وضع قطاع غزّة في حالة استثنائية؛ حيث علّق هويته القانونية باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلّة في الضفّة الغربية والقدس الشرقية. وبين الهوية المكانية والهوية الوطنية، استبعد الاحتلال القطاع ووصفه بأنّه "حماس ستان" لتسهيل تحويله مكانياً ومحو بنيته التحتية وتدمير مؤسّساته. وبالمثل، وضَعَ الفلسطينيّين في غزّة في حالة استثنائية وعلّق وضعهم القانوني باعتبارهم جزءاً من السكّان الفلسطينيّين المحتلّين في الضفّة الغربية والقدس الشرقية. وبين الهويات الوطنية والإنسانية، استبعد الاحتلال سكّان القطاع وحدّدهم جميعاً بوصفهم "أعضاء في حركة حماس" و"حيوانات بشرية" لتسهيل تطهيرهم عرقياً وتهجيرهم من القطاع.

إضاءات على حرب الإبادة في غزّة والحرب على الضفّة الغربية

من جهتهما، يتناول مجدي المالكي وليث الحنبلي، الباحثان في "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، جهود "توثيق القطاعات المستهدَفة من الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 على قطاع غزّة والضفّة الغربية" من خلال تجربة "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" التي توضّح الورقة أنّها "شرعت في اليوم التالي لبدء الحرب في العمل على توثيق كلّ مجرياتها وإعداد دراسات وأوراق وحقائق وسياسات عنها وعن تداعياتها"؛ حيث "جرى إطلاق ستّ منصّات أرشيفية وقواعد بيانية إلكترونية ترصد وتوثّق، على نحو يومي ودقيق، استهداف قطاع الصحّة، وقطاعات التعليم، والزراعة، والثقافة"، كما أطلقت منصّة ترصد استهداف الضفّة الغربية والقدس وتوسُّع الاستيطان فيها، وتوثّق عدوان المستوطنين المتصاعد ومصادرة الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى منصّة توثّق واقع الأسرى والظروف التي يعيشونها في السجون الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة.


التاريخ الفلسطيني منذ القرن التاسع

ضمن مسار "محطّات في التاريخ الفلسطيني من القرن التاسع عشر إلى النكبة"، يُقدّم مهنّد أبو سارة، المرشّح لنيل الدكتوراه في قسم الأديان بجامعة تورونتو في كندا، ورقةً حول "الدوائر العلمية والأدوار الاجتماعية والسياسية للعلماء في فلسطين في أوائل القرن التاسع عشر"، متناولاً فيها الأعيان الفلسطينيّين الذين شغلوا مناصب مرموقة وتمتّعوا بنفوذ كبير في الأوساط الاجتماعية والسياسية خلال أوائل القرن التاسع عشر، مستعرضاً دورهم في المجتمع وتكوينهم الفكري، مع التركيز على مدينتَي القدس ونابلس اللتين شكّلتا مركزَين علميَّين إقليميَّين ومركزَين حضريَّين ازدهرت فيهما المؤسّسات التعليمية والشرعية الإسلامية.

وفي ورقة بعنوان "فصل الخطاب: 'بريطانيا أصل الداء؟!'.. تأريخٌ لسؤال الثورة عن المشروع الاستعماري البريطاني في فلسطين وإجاباته (1930 - 1935)"، يُحاول بلال شلش، الباحث في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، قراءة تاريخ الأسئلة والإجابات المرتبطة بالوجود البريطاني في فلسطين: أهو انتداب، أو استعمار؟ وما أولوية أهل فلسطين: أهي مواجهة هذا الوجود ورفع راية الاستقلال والثورة لتحقيقه، أم توجيه الجهد لمواجهة الحركة الصهيونية ومشروعها في فلسطين؟ تتعقّب هذه القراءة الأسئلة والإجابات الأُولى التي اتّخذت من ثورة البراق عتبةً للدعوة إلى الفكرة الاستقلالية واعتبار بريطانيا "أصل الداء"، ومآلات الأسئلة والأجوبة مع تقدُّم الزمن، ومعالم الصراع الجيلي الذي تضمّنته هذه الإجابات.

وتحت عنوان "يمنيون في فلسطين"، يتناول فوزي الغويدي، الزميل الزائر في "مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية"، دور اليمنيّين وإسهاماتهم في دعم القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 إلى اجتياح بيروت عام 1982، مركّزاً على ثلاث محطّات تاريخية رئيسية: النكبة، وحروب الاستنزاف، واجتياح بيروت.

أمّا علي زيدان، الباحث المهتمّ بتوثيق التاريخ الشفوي والتحليل المكاني، فيُقدّم ورقة بعنوان "الجغرافيا الشفوية: إعادة بناء القرى المدمّرة من الذاكرة، قرية الصفصاف نموذجاً"؛ وفيها يتّخذ من إعادة رسم قرية الصفصاف التي دُمّرت في تشرين الأوّل/ أكتوبر 1948 نموذجاً لفهم أبرز الأحداث التي وقعت فيها وعلاقة الأهالي بالمكان، من خلال مقابلات شفوية مع كبار السنّ الذين عاشوا في القرية قبل تدميرها وخبروا معالمها وعايشوا أحداثها. تُحلّل الورقة التخطيط المكاني والحضري للقرية، وتستعرض ما يمكن أن تؤدّيه الخريطة من أدوار في واقع اللاجئين ومستقبلهم.


التمثيل الرمزي للمقاومة

ضمن مسار "التمثيل الرمزي للمقاومة الفلسطينية"، يُقدّم أحمد دردير، المُحاضر والكاتب في التاريخ والنظرية السياسية والثقافة، ورقة بعنوان "صورة المقاومة المثلى: (عدم) المعرفة وأيديولوجيا القسّام"، ينطلق فيها من الأطر النظرية لفرانز فانون ولوي ألتوسير في التعامُل مع صورة الملثّم باعتبارها "صورة مثلى أيديولوجياً تُناقض السرديات السائدة، وتنادي/ تستدعي الناس إلى أيديولوجيا جديدة تختلف جذريا عن السائدة". تطرح الورقة أسئلةً من بينها: ما تأثير صورة الملثّم؟ وكيف ينادينا ويستدعينا فنعيد تعريف ذواتنا في حضرة المقاومة؟ والملثّم هنا - كما توضّح الورقة - هو "المتحدّث الرسمي باسم الثورة، وصورة/ نموذج للمحاكاة يُنظّم التبادل الثقافي في إطار التضامن الفلسطيني وخارجه، وموقعٌ لوجهة نظر، وراوٍ للمقاومة بصيغة المتكلّم، وصورة مثالية تدعونا إلى التماهي معها، وقِبلة يتشكّل حولها عالم المقاومة وأيديولوجيته".

وتحت عنوان "ما تُخفيه الكوفية وما تكشفه؟ التاريخ الاجتماعي للكوفية والرجال خلفها"، يُحلّل مجد درويش، الباحث في "معهد IDC Theory للدراسات المناهضة للاستعمار"، دور الكوفية في النضال الفلسطيني منذ ظهور الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر حتى حرب الإبادة الأخيرة على قطاع غزّة، مُقدّماً لمحة تاريخية عن كيفية تحوُّل الكوفية من غطاء رأس عربي تقليدي يرتديه أساساً الفلّاحون والبدو إلى رمز استُخدم عبر فترات مختلفة من القضية الفلسطينية لدعم النضال الفلسطيني المسلّح، وكيف أصبحت علامة مميّزة للهوية الفلسطينية.

أمّا كريم الحايس، أحد مؤسّسي "معهد IDC Theory للدراسات المناهضة للاستعمار" والمرشّح لنيل الدكتوراه في دراسات السينما من جامعة نيويورك، فيُجادل في ورقته، التي تحمل عنوان "الاختطاف الجمالي وتصفية استعمارية السينما: عن الحياة الأُولى والأُخرى للسينما الثورية الفلسطينية"، بأنّ السينما تعاملت، تقليدياً مع فلسطين بوصفها أرضاً خاليةً تُرى بعين استشراقية وتُختزل في كونها "الأرض التوراتية المقدَّسة". في المقابل، خلقت السينما الفلسطينية جمالياتها البديلة، مختطِفةً في بعض الأحيان جماليات السينما السائدة، ومُعيدةً توجيهها في درب التحرير، بما يُشكّل نزعاً لاستعمارية المجال البصري الاستعماري ووجهة النظر الاستعمارية. تنظر الورقة أيضاً في ما تُسمّيه "الحياة الأُخرى" لسينما الثورة الفلسطينية في فيديوهات القسّام.

وفي موضوع الصورة دائماً، تطرح سنابل عبد الرحمن، زميلة ما بعد الدكتوراه في "مركز ميريان للدراسات المتقدّمة في المنطقة المغاربية"، في ورقتها التي تحمل عنوان "الإمكانيات الجمالية في الصورة الفلسطينية الثورية"، موضوع البناء المستمرّ لصورة الثوري الفلسطيني؛ حيث تضيء مجموعةً من الثيمات البصرية التي تُفسح المجال لتشكيل هوية فلسطينية جماعية متجدّدة وقابلة للممارسة المادية، متسائلةً: ما الأنماط التي يمكن تتبّعها في مجموعة لصور فلسطينية معيّنة على الرغم من ظهورها في نقاط مختلفة في مسيرة النضال الفلسطيني؟ وكيف تبني الجماليات الثورية صورة الفلسطيني المحرّر؟ وما تأثير المقاوم لإعادة إنتاج تلك الصور بالتزامن مع إبادة "إسرائيل" للحياة الفلسطينية؟ وما كمونية الأرشيفات الثورية اليوم؟

من جهتها، تُقدّم غادة الأطرش، الأستاذة المساعدة في كلّية الدراسات النقدية والإبداعية بجامعة ألبرتا للفنون في كالغاري الكندية، ورقةً بعنوان "الأدب الفلسطيني وأدب السكّان الأصليّين في أميركا: مقاومةٌ و'ذاكرة للنسيان'"، تستعرض فيها الطرائق والتقاطعات التي يتمّ من خلالها استحضار الأدب الفلسطيني والأدب الأميركي الأصلي كمقاومة للنسيان التاريخي، متناولةً الصراع بين أولئك الذين "لا يريدون أن يتذكّروا" وأولئك الذين "لا يستطيعون النسيان"، وذلك عن طريق التوجُّه إلى لغة المقاومة وكيفية تفاعُل الأدب مع هذه المقاومة.

ويُقّدم، يان بوصة، الأستاذ في معهد العلوم السياسية بجامعة القوات المسلّحة في ميونخ بألمانيا تحليلاً نقدياً لفنّ الشارع في فلسطين، مصوّراً إيّاه، في ورقته التي تحمل عنوان "فلسطين العالمية ضدّ الجدار: فنّ الشارع أداة مقاومة يومية لإعادة احتلال الفضاء"، على أنّه ممارسة يومية موجّهة نحو احتلال الفضاءات البنيوية والتداولية، وإعادة دمجها في سياق عالمي شامل، مشيراً إلى أنّ ذلك يعود إلى تطوُّرَين مترابطين: الانتشار الكبير لفنّ الشارع في فلسطين نتيجة الانتشار العالمي لهذا الفنّ بوصفه ميزة من ثقافة الشباب الشعبية، وظهور العديد من الجداريات على جدار الفصل العنصري التي تحمل رسائل باللغة الإنكليزية، وهو ما يعكس "عولمة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والتضامن الدولي مع الفلسطينيّين".

أمّا الباحثة والكاتبة أسماء الشرباتي، فتُقدّم ورقةً بعنوان "تمثيل الأسرى والشهداء في الكتب المدرسية الفلسطينية: دراسة تحليلية نقدية لخطاب السلطة الفلسطينية"، تُحاول فيها تفكيك خطاب السُّلطة/ القوّة وتحليله في الكتب المدرسية الفلسطينية للعلوم الإنسانية والدراسات الوطنية الصادرة عن السُّلطة الفلسطينية، مركّزة على الكيفية التي مَثّلت بها "الفئاتِ الهشّة" والأكثر عرضةً للاستباحة، وتحديداً الأسرى والشهداء. وتُظهر الورقة أنّ تلك الكتب، ولغات الخطاب المضمّنة فيها، لم تُعبّر عن معاناة الأسرى ولا تاريخ الشهداء، ولم تُسهم في تمثيلها بإنشاء علاقة قوية بينها وبين الطالب، مع تغييب مفهوم الشهادة وعدم وصف من تمَّ قتله أو إعدامه أو اغتياله من قِبل الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1948 بـ"الشهيد".


الذاكرة والمكان

ضمن مسار "الذاكرة الجمعية بين النكبة وحرب الإبادة الجماعية"، تُحاول ورقة "ذاكرة النكبة في السرد الإسباني المُعاصر" لحسني مليطات، الأستاذ المساعد في "جامعة سحار" في عُمان، تأويل المعنى الذاكراتي لزمن النكبة، من خلال دراسة البُعد الماورائي لذلك الزمن؛ أي الاهتمام بالأعمال التي صوّرت أثر النكبة في الحياة الفلسطينية، والتعريف بـ"المصير" الفلسطيني بعد عام 1948، اعتماداً على روايتَي "راحة الخزامى" و"أمل" نموذجاً على ذلك، واستعانةً برواية "حكاية جدار" للكاتب الفلسطيني الأسير ناصر أبو سرور، لبناء الأفكار المقارنة بين النصّين الإسباني والعربي.

وفي ورقته التي تحمل عنوان "أصداء المقاومة: تسخير قوّة الأغاني في سينما الثورة الفلسطينية لمواجهة المحو والنسيان"، يستكشف الأكاديمي والمُخرج أكرم الأشقر الإمكانيات التحويلية لاستخدام الموسيقى في مسارات الصوت السينمائي لمجابهة النسيان والمحو في السينما الثورية الفلسطينية بين عامَي 1968 و1982، من خلال تحليل أفلام مختارة أنتجتها وحدة الأفلام الفلسطينية؛ مثل "عدوان صهيوني" (1972) و"ليس لهم وجود" (1974). توضّح الورقة كيف تعمل الموسيقى في المسارات الصوتية وسيلةً فعّالة للحفاظ على الذاكرة وتصعيد المقاومة على المستويات الثقافية والمعرفية واستعادة روايات الكفاح والصمود.

أمّا تغريد السميري، الصحافية المتخصّصة في مجالَي الإعلام ودراسات الذاكرة، فتستعرض في ورقتها، "النسيان الجمعي في الفضاء الرقمي: شرطٌ للذاكرة أم محوٌ لذاكرة الشعوب المستعمَرة- النموذج الفلسطيني؟"، مفهوم النسيان الجمعي وأبرز النظريات التي تناولته، وتُجادل هذه الاتجاهات، خصوصاً في ما يتعلّق بالنسيان الجمعي للشعوب المستعمَرة والمضطهَدة، وتحديداً لدى الفلسطينيّين، كما تتساءل إن كانت ممارسات الفلسطينيّين الذاكراتية كلّها تجتمع تحت مصطلح "الذاكرة أم أنّه آن الأوان لدراسة الذاكرة والنسيان معاً؛ انطلاقاً من مقاربة أنّ النسيان ليس عدوّ الذاكرة، بل شرطٌ لها. ومن خلال فحص ثلاث تجارب فلسطينية في الفضاء الرقمي تختصّ بالذاكرة الفلسطينية، تخلص الورقة إلى أنّ الفلسطينيّين لم يمارسوا النسيان فحسب، بل أيضاً الصمت.

وتحت عنوان "الذاكرة الجمعية وتبرير إبادة الآخر في الديمقراطيات الغربية: خطاب السياسة الخارجية الألمانية والفرنسية بين كوسوفو وغزّة"، تُحاول حورية بن علي، أستاذة التاريخ واللغة والتواصل بين الثقافات في "معهد الدراسات التطبيقية" بجامعة برلين، إبراز كيفية توظيف كلٍّ من ألمانيا وفرنسا الذاكرة الجمعية وأنماط الحجج ذات الدوافع التاريخية لتبرير سياساتهما الخارجية وتدخّلاتهما العسكرية، كما تُحاول توضيح التقاطع بين حقلَي سياسة الذاكرة الجمعية والسياسة الخارجية، لإبراز أهمّية حقل سياسات الذاكرة الجمعية في كشف الانحياز والهيمنة عبر منطق التبرير المعياري والهوياتي.

وفي مسار "اللاجئون الفلسطينيون وحقّ العودة: الذاكرة والمكان"، تتناول دانا العزّة، الباحثة في "معهد الدوحة للدراسات العليا" والزميلة الزائرة في "معهد دراسات الهجرة" بالجامعة اللبنانية الأميركية، موضوع "النشأة في ظلّ الاقتلاع من الجذور: تأثير الهامش في تشكيل الهوية الوطنية للشباب الفلسطينيّين في لبنان". تُضيء الورقة التجارب والتحدّيات التي يواجهها المراهقون والشباب الفلسطينيون المقيمون في لبنان أثناء استكشافهم لهويتهم الوطنية الفلسطينية، من خلال 16 مقابلة مع شباب من مخيَّمَي مار إلياس وبرج البراجنة وخمس مقابلات مع خبراء. وتُبرز النتائج تحدّياً للفكرة السائدة التي تقول إنّ المجموعات المهمّشة تُعزّز ارتباطها بتراثها استجابةً للتمييز.

وتتناول الباحثة في الأنثروبولوجيا هالة أبو زكي، في ورقتها "تلّ الزعتر: تاريخ منسي؟ العنف والذاكرة في مخيّم للاجئين الفلسطينيّين في لبنان"، تاريخ مخيّم تلّ الزعتر الذي أُنشئ في الضاحية الشرقية لبيروت أواخر الأربعينيات بُعَيد النكبة، والذي دُمّر بالكامل في آب/ أغسطس 1976 بعدما حاصرته المليشيات اليمينية اللبنانية وأوقعت مجازر في سكّانه، ما أدّى إلى مقتل الآلاف واختفاء الكثيرين.

وتُحلّل أريج جعفري، طالبة الدكتوراه في "المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية" بـ"جامعة إكستر" في بريطانيا، "خيارات اللاجئين الفلسطينيّين للعودة" إلى فلسطين التاريخية، متناولةً توقّعاتهم ورؤاهم بخصوص ذلك، باستخدام أدوات تحليل مختلطة تعتمد على بيانات أوّلية نوعية وكمّية تمّ جمعُها من اللاجئين الفلسطينيّين في الضفّة الغربية والأردن. تستقصي الورقة معنى العودة وطبيعتها بين الأجيال المختلفة للاجئين الفلسطينيّين، وإلى أين؟ وفي ظلّ أيّ ظروف وشروط؟

في الجانب الثقافي دائماً، تُقام مائدة مستديرة بعنوان "المجتمع والثقافة"، يترأّسها طارق حمود، ويتحدّث فيها كلٌّ من عبد الهادي العجلة، وداغ هنريك توستاد، وفادي زراقط، ومحمد فلحة، وغسان الكحلوت، ومنى هداية، ومحسن أبو رمضان، ومحمد صيام، وزينة جلاد، ولونا عريقات.

والمائدة واحدةٌ من ثلاث موائد مستديرة، تُقام، بعد غدٍ الاثنين، ضمن ورشة عمل بعنوان "غزّة تحت حُكم حماس (2007 - 2023)"، وتتضمّن أيضاً مائدةً مستديرة ثانية حول "النظام الاستعماري الإقليمي والدولي"، يترأّسها هاني عوّاد، ويتحدّث فيها كلٌّ من كاثرين شاريت، وغدير عواد، وإيزابيلا أغوستينيلي دوس سانتوس، وجهاد أبو سليم، وليلى سورا، ولورد حبش، وإبراهيم ربايعة، وترود ستراند، ومادة ثالثة حول "الاقتصاد والإدارة"، يترأّسها أندريا تيتي، ويتحدّث فيها: عبد الرحمن الفار، ورجا الخالدي، وأريج صباغ خوري، وغلين روبنسون، وقاسم الصرايعة، وباولا كاريدي، وطاهر اللبدي، وتامر قرموط، ووليد حبّاس.

المساهمون