استمع إلى الملخص
- في الدول العربية، تتنوع الاحتفالات بين الفعاليات التكريمية والعروض المسرحية، مثل احتفالية المركز القومي للمسرح في مصر، وأمسية تكريمية في لبنان، وعروض في تونس والمغرب، وفعاليات مشابهة في الجزائر والبحرين وقطر.
- في البرازيل، يُقام الاحتفال الدولي في ريو دي جانيرو، متضمنًا عروضًا مسرحية وندوات حول التراث الثقافي وفرص العمل في المسرح.
يعود "اليوم العالمي للمسرح"، المصادف السابع والعشرين من مارس/ آذار كلّ عام (وهو التاريخ الذي اعتمدته "يونيسكو" رسمياً سنة 1962)، ليُعيد "الفنّ الرابع" إلى الواجهة، ومعه أسئلتُه القديمة المتجدّدة.
عربياً، لا يبدو هذا اليوم -رسمياً على الأقلّ- مناسبَةً لطرح الأسئلة حول قدرة المسرح على الالتزام بقضايا الإنسان العربي، أو قدرته على المقاوَمة والصمود: مقاوَمة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي المتردّي في أكثر من بلد، والصمود في عصرٍ يواجه فيه "أبو الفنون" تحدّيات تهدّد جوهر وجوده من الأساس.
بدل ذلك، نلمس في البرامج المُعَدَّة لهذا اليوم نزوعاً واضحاً إلى الجانب الاحتفالي؛ حيث يتكرّر المشهد نفسُه في مدن مختلفة: إلقاء كلمات للمناسبة، تقديم عروض مسرحية، وتكريم بعض الفنّانين المسرحيّين من الأموات أو الذين لا يزالون على قيد الحياة.
في مصر، يُقيم "المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية"، اليوم الخميس، احتفالية في مقرّه بالقاهرة، تتضمّن افتتاح "القاعة المتحفية" في المركز، إضافة إلى إلقاء كلمة "المسرح المصري" من قبل الفنّان محمود الحديني، بينما يُقيم "المجلس الأعلى للثقافة"، في التوقيت نفسه، ندوة بعنوان "دور المسرح في التنمية المستدامة"، بمشاركة الأكاديميّين محمد الشافعي، وأحمد مجاهد، ودينا أمين.
وفي لبنان، يُقيم "مسرح المدينة" البيروتي، مساء اليوم، أمسيةً استعادية لتجربة الفنّان اللبناني البارز أنطوان كرباج (1935 - 2025)، الذي رحل في السادس عشر من مارس/ آذار الجاري، تتضمّن عرض فيلم قصير عن سيرته، وقراءة مَشاهد من مسرحية "منمنمات تاريخية" لسعد الله ونّوس من إلقاء نضال الأشقر التي أخرجت العمل عام 2000، ومعرض ملصقات من تاريخ المسرح اللبناني من أرشيف عبودي أبو جودة.
وفي تونس، يُقيم "مسرح أوبرا تونس- قطب المسرح والفنون الركحية"، اليوم في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي"، تظاهرةً تتضمّن عروضاً مسرحية وموسيقية، ومعرضاً توثيقياً بعنوان "قامات مسرحية: 1970 إلى 1980"، وتكريم المسرحيّين منى نور الدين ومنير العرقي، ورؤوف بن عمر، ولطيفة القفصي، وبحري الرحالي، وعيسى حراث، والفنّانَين الراحلين فتحي الهداوي وعمارة المليتي.
وفي المغرب، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن إعداد برنامجٍ مسرحي يشمل مجمل المراكز الثقافية والمسارح وفضاءات العرض عبر مختلف جهات البلاد، في حين يُقام الاحتفال الرسمي بـ"اليوم العالمي للمسرح" لهذه السنة، مساء اليوم، في "مسرح محمّد الخامس" بالرباط، ويتضمّن عرض مسرحية "فوضى" لـ"فرقة الفكاهيّين المتّحدين" من فاس، وتوقيع كتاب "رهانات الإخراج المسرحي بالمغرب"، وتكريم الفنّانين عبد الإله عاجل والحسن النفالي وجميلة الهوني.
ولا يختلف الأمر كثيراً في الجزائر؛ حيث يُقيم "المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة احتفاليةً مساء اليوم، تتضمّن قراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح، وتكريم فنّانين مسرحيّين، وعرض لوحات كوريغرافية ومشاهد مسرحية.
أمّا في البحرين، فأقام "اتحاد جمعيات المسرحيّين البحرينيين"، مساء أوّل من أمس الثلاثاء، في "صالة البحرين الثقافية" بالمنامة، أمسيةً شملت تقديم ثلاثة عروض مسرحية، وإقامة معرض فوتوغرافي، وإلقاء رسالتَي "يوم المسرح العالمي" و"اتحاد المسرحيّين"، إضافةً إلى تكريم عدد من رؤساء الجمعيات المسرحية والمسرحيّين الشباب.
وفي قطر، احتفى "مركز شؤون المسرح" التابع لوزارة الثقافة بـ"اليوم العالمي للمسرح"، في أمسية أُقيمت الجمعة الماضي بالدوحة، وشهدت تكريم عددٍ من الوجوه المسرحية، وإلقاء رسالة اليوم العالمي للمسرح من قبل الفنّان غازي حسين، ورسالة المسرح القطري من قبل الناقد المسرحي بشير بن مرزوق، والذي ذكر فيها أنّ "المسرح القطري "بدأ رحلته من الأندية والمدارس، ووُلد كحلم بسيط، ثمّ نما وتطوّر حتى انطلق رسمياً عام 1972 بفرقة المسرح القطري"، مضيفاً أنّ "المسرح القطري لم يكن مجرّد وسيلة ترفيهية، بل نافذة تعكس هوية المجتمع القطري، وتُعبّر عن قضاياه وتطلّعاته منذ عقد الخمسينيات في القرن الماضي".
يُذكر أنّ "المعهد الدولي للمسرح" اختار إقامة احتفالية "اليوم العالمي للمسرح" هذا العام في العاصمة البرازيلية؛ حيث يُلقي المُخرج المسرحي اليوناني ثيودوروس تيرزوبولوس رسالة الاحتفالية مساء اليوم الخميس في "المركز البرازيلي للمعهد الدولي للمسرح" بريو دي جانيرو، لتتواصل الاحتفالية حتى الأحد المُقبل، متضمّنةً تقديم عروض مسرحية وندوات وحواريات حول التراث الثقافي، وفُرص العمل في المسرح.