"المركز العربي للأبحاث".. إصدارات وندوات في معرض دمشقي للكتاب
استمع إلى الملخص
- يتضمن المعرض ندوات يومية يشارك فيها باحثون وأكاديميون سوريون، تتناول مواضيع مثل التراث الدستوري السوري والانتقال السوري، بمشاركة شخصيات بارزة.
- تُختتم الفعالية بندوات تناقش نظرية الدولة المعاصرة وتوثيق الثورة، مما يعكس رغبة المثقفين في استعادة فضائهم العام وتدوين سرديتهم.
عند التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء، ينطلق، في "المركز الوطني للفنون البصرية" التابع لـ"جامعة دمشق"، معرضُ كتاب، هو الأول من نوعه بعد سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تُنظّمه "دار الفكر" (تأسست عام 1957) بالتعاون مع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ويضمّ مجموعة واسعة من إصدارات المركز التي تتناول في جزء أساسي منها الثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، وكذلك القضايا المتعلّقة بالشأن السوري عموماً، وتبلغ قرابة أربعين كتاباً عن سورية بين 2012 و2024، بالإضافة إلى كتب أُخرى من حقول معرفية متنوّعة.
يمثّل المعرض، الذي يتواصل حتى السبت المُقبل، أوّل نشاط ثقافي يُنظّم في دمشق يُسلّط الضوء بشكل مباشر على سردية الثورة السورية، ويُعيد الاعتبار لمساحات النقاش العام بعد سنوات من القمع والتغييب. ولا يقتصر حضور الحدث على مستوى الكتب فقط، بل يتجاوز ذلك إلى فتح منابر للنقاش وتبادل الرؤى حول مستقبل البلاد.
مساهمات حول الدستور والمرحلة الانتقالية ومسألة الدولة
وإلى جانب معرض الكتاب، تتضمّن الفعالية، أيضاً، برنامج ندوات يومَيّ يُشارك فيه باحثون وأكاديميون سوريون سبق لبعضهم أن قدّم اشتغالات حول سورية بالتعاون مع "المركز العربي". وتنتظم أولى هذه الندوات عند الخامسة من مساء اليوم، تحت عنوان "محطّات من التراث الدستوري السوري 'دستور 1950': ما ينصحنا به الآباء الدستوريون"، ويقدّمها أستاذ القانون الدولي في "جامعة دمشق"، إبراهيم درّاجي، الذي صدر له، عام 2021، كتابٌ قارب فيه الموضوع ذاته بعنوان "الآباء الدستوريون: حكايات سياسية ودستورية من أعمال الجمعية التأسيسية للدستور السوري الأول بعد الاستقلال - دستور 1950".
الندوة الثانية يقدّمها، عند الحادية عشرة من صباح غدٍ الأربعاء، الباحث في "المركز العربي" والمتخصّص في التاريخ الاجتماعي والسياسي السوري الحديث، محمد جمال باروت، تحت عنوان "التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية: أسئلة وإشكاليات التحوّل من البدونة إلى العمران الحضري"، ويُضيء من خلالها على كتابه الصادر، عام 2014، عن "المركز العربي" بالعنوان نفسه. أمّا مدير وحدة الدراسات السياسية في "المركز العربي"، مروان قبلان، فيعنون مساهمته بـ"الانتقال السوري في سياقات إقليمية ودوليّة متغيّرة" (عند الخامسة من مساء غدٍ)، قارئاً الوضع السياسي في سورية بعد سقوط نظام الأسد، وبدء المرحلة الانتقالية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، على ضوء التغييرات الإقليمية والدولية المحيطة بالبلاد.
أمّا ندوة بعد غدٍ الخميس، فتنعقد عند الثالثة مساء، بعنوان "حول تأصيل عربي معاصر لنظرية الدولة المعاصرة"، وتتضمّن مداخلتين حول كتاب المفكّر العربي عزمي بشارة "مسألة الدولة: أطروحة في الفلسفة والنظرية والسياقات"، الأولى لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في "جامعة دمشق"، عقيل محفوض، عن "التفكير في الدولة: قراءة في مقاربات كتاب 'مسألة الدولة'"، والثانية للباحث حسان القالش الذي يقرأ الكتاب انطلاقاً من سؤالين: "ما الجديد الذي قدّمه كتاب 'مسألة الدولة'؟ ولماذا الحديث عنها اليوم مهمّ؟".
"مشروع توثيق الثورة السورية ودوره في بناء الهوية السورية"، عنوان ندوة يقدّمها منسّق منصة "الذاكرة السورية"، أحمد أبا زيد، عند منتصف نهار الجمعة، على أن تُختتم الندوات بمساهمة من المدير التنفيذي لـ"المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية" في واشنطن، رضوان زيادة، بعنوان "تحقيق العدالة الانتقالية في فترات الانتقال السياسي: سورية نموذجاً".
تكتسب هذه الفعالية بُعداً رمزيّاً مزدوجاً: فهي من جهة، تعكس رغبة المثقفين السوريين في استعادة فضائهم العام وتدوين سرديتهم، ومن جهة ثانية، تضع الثقافة في صلب المرحلة الانتقالية.
استمع الآن
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
