Skip to main content
الكتب المترجمة.. نقاط مضيئة في سنة قاتمة
مليكة ياسين
(من لوحة لـ صلاح شاهين)

تتغذى كل لغة بما تنقله عبر قناة الترجمة من آداب العالم وأفكاره ليصل إلى مفرداتها ويغذّي مختلف قطاعاتها. في العربية، هناك وعي متزايد بأهمية الترجمة وهو ما يتجسّد في ثبات حضور الكتاب المترجم ضمن الأطباق التي يعرضها الناشرون، وتوفّر سلاسل مخصّصة لنقل شتى معارف العالم، ناهيك عن تزايد عدد المتفرّغين للترجمة.

وإذا كانت نتائج 2020 في مختلف المجالات تبدو هزيلة نظراً لتوقف الحياة لفترة مع إجراءات الحجر الصحّي، فإن حصاد الترجمة ليس سلبياً بالمرة، ربما لخصوصيات هذا المجال وعدم ارتباطه المباشر بحركية الحياة العامة.

يمكن التنويه بسلسلة "ترجمان" التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

يمكن أن نسجّل علامتين تدلّان على هذا الوجه المشرق للترجمة في سنة قاتمة؛ ففي الشهر الأول من 2020 صدرت النسخة العربية من كتاب Médiocratie للباحث الكندي آلان دونو بعنوان "نظام التفاهة" وقد نقلته إلى العربية الباحثة الكويتية مشاعل عبد العزيز الهاجري (دار سؤال)، وهو عمل يعدّ من أشهر الأعمال الفكرية في العالم منذ صدوره في 2015. وانتهى العام بوصول كتاب مرجعي في العلوم الإنسانية مثل "أدويب مضاداً" لـ جيل دولوز وفيليس غواتاري بترجمة التونسي عبد العزيز العيادي (دار الجمل).

على مستوى الانتظام، يمكن التنويه بسلسلة "ترجمان" التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وضمنها وصلت إلى العربية أعمال أبرزها: "نظرية الفعل التواصلي" ليورغن هابرماس (ترجمة فتحي المسكيني)، و"فلسفة النقود" لـ جورج زيمل (عصام سليمان)، و"الديموغرافيا" لـ هنري لوي (منى الشريقي)، و"النظرية الجنوبية: علم الاجتماع والديناميات العالمية للمعرفة" لـ ريوين كونيل (فاروق منصور).

على المستوى الفكري، يمكن الإشارة أيضاً إلى تنشّط ترجمات المؤلفين العرب أو ذوي الأصول العربية والشرقية، من ذلك أعمال مثل: "عناصر من الحدث المسرحي في البلاد التونسية" لـ بدرة بشير (ترجمة: محمد المديوني، معهد تونس للترجمة)، و"آثار استعمارية: تشكل الهوية الوطنية في الأردن" لـ جوزيف مسعد (شكري مجاهد، مدارات)، و"القرآن والشريعة: نحو دستورية إسلامية جديدة" لـ وائل حلاق (أحمد محمود إبراهيم ومحمد المراكبي، الشبكة العربية للأبحاث والنشر).

أما أدبياً، فيمكن الإشارة إلى أن 2020 شهدت اكتمال عقد روايات أمبرتو إيكو في العربية مع صدور "الشعلة الخفية للملكة لوانا" عن "دار الكتاب الجديد"، وقد نقله إلى العربية المترجم السوري معاوية عبد المجيد. كما اكتملت "يوميات تولستوي" (ستة أجزاء) بترجمة يوسف نبيل عن "دار آفاق".

شهد العام أيضاً التفاتاً إلى أدب بيتر هاندكه، كيف لا وهو الحاصل على نوبل نهاية 2019، الأمر الذي يؤشر إلى شكل من التبعية تعرفه ثقافتنا تجاه ما تروّجه الدعاية الغربية. في المقابل، يمكن أن نقف مع "نوبل" على إشكالية أخرى، وهي أن الفائزة بنسخة 2020، لويز غليك، لم تكن مترجمة إلا في مختارات صغيرة قبل إعلان فوزها، فهل يمكن أن نخمّن بأنها ستحضر في ترجمات 2021؟

آداب وفنون
التحديثات الحية

المزيد في ثقافة