استمع إلى الملخص
- في الدراسات التاريخية، يبرز كتاب "الأوضاع الاقتصادية في عُمان خلال عصر دولة اليعاربة" و"طريق البخور ودرب الحرير"، بالإضافة إلى "الصراع السياسي بين عُمان وفارس".
- تتنوع الإصدارات في السرد والشعر والمسرح، مع روايات مثل "سور سلمان" و"ذكرى الديار"، وقصص قصيرة مثل "كوبٌ منثلمٌ"، وتتناول الدراسات اللغوية الإيقاع الصوتي في القرآن واللهجات العُمانية.
أعلنت "الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء" في مسقط عن إصدار مجموعة جديدة من الكتب لعام 2025، بالتعاون مع "منشورات جدل"، تضمّ 28 عملاً توزّعت على طيف واسع من الأجناس الأدبية والفكرية، وشملت الشعر الفصيح والشعبي، الرواية، والقصة القصيرة، وأدب الأطفال، والمقالة، والمسرح، إلى جانب دراسات فكرية وتاريخية وثقافية ولغوية، وأدب الرحلات وسير الأمكنة.
في حقل الدراسات التاريخية، يبرز كتاب الباحث أحمد بن حميد التوبي "الأوضاع الاقتصادية في عُمان خلال عصر دولة اليعاربة"، الذي يستعرض الاقتصاد بما هو دعامة لاستقلال سياسي واجه القوى الاستعمارية. ويواصل الباحث سالم بن أحمد الكثيري هذا المسار في كتابه "طريق البخور ودرب الحرير"، موثّقاً دور عُمان في تجارة اللبان وعلاقاتها بالصين.
كما يتناول الباحث طالب بن سيف الخضوري في كتابه "الصراع السياسي بين عُمان وفارس" المواجهة بين الدولة العُمانية والصعود الصفوي خلال القرن السابع عشر، من منظور بحري واستراتيجي. كذلك، تتنوّع عناوين السرد بين الواقعي والرمزي، أبرزها رواية "سور سلمان (مغارة عائشة)" لرحمة المغيزوي، التي تمزج بين الخيال والأسطورة، و"ذكرى الديار" لمحمد بن سليمان الحضرمي الذي يرسم بانوراما المكان العُماني. أما "مغارات خالد" لشريفة الرحبية فتنفتح على عوالم الطفولة.
في القصة القصيرة، يقدّم خالد بن سعيد الهنائي "كوبٌ منثلمٌ"، وهو نصّ رمزي يتأمل الفقد والخذلان، فيما تتناول أمل المغيزوية في "حياة ينقصها الكثير من البياض" هشاشة العلاقة بالذات والعالم. أما أحمد الحجري فيسبر أغوار التوق والوهم في "الرقص مع السراب"، بينما يقدّم محمد بن صالح الصالحي في "صائد النوارس" تأمّلات وجودية في العزلة والحرية.
يحضر الشعر عبر تجارب تتراوح بين التصوف والوجد، كما في ديوان سعيد بيت مبارك "شتاتٌ من شِعر"، والبوح الحميمي في ديوان محمد بن صالح العجمي "خلجاتُ قلب"، إلى جانب صوت شعبي ينطق بالانتماء كما في ديوان عبد الناصر سعيد "سفر آخر الجرح". أما المسرح، فيُعبّر عن قضايا الإنسان المعاصر في أعمال مثل "حياتي معك أقصر من عمر وردة!" لهلال البادي، و"رحلة رائد ونمور" لليقظان اليماني، و"أنصاف" لطارق بن هاني، التي تطرح أسئلة البيئة والهوية.
في الدراسات اللغوية، يتناول سعود الهنائي البُعد الصوتي في تفسير سيّد قطب من خلال كتاب "الإيقاع الصوتي في ظلال القرآن"، فيما يقدّم الباحث عامر فائل بلحاف دراسة موسعة في كتابه "دراسات في اللغة المهرية" وعلاقتها بالعربية. ويبحث بدر العبري بكتابه "إيران: التعددية والعرفان" في ملامح المجتمع الإيراني من الداخل. ويقارب الباحث يوسف المعمري خصوصيات اللهجات العُمانية الجبلية في كتابه "في لهجة جبال حجر عُمان".
وللرحلات والسير نصيب أيضاً من إصدارات "الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء" لعام 2025، حيث يسرد بدر بن ناصر الوهيبي تجربة شخصية في "ليلة الهروب من براغ"، بينما يُقدّم سليمان المعمري نصوصاً تأمّلية تحت عنوان لافت هو "أن تروي حكاية للصُّلع يقف لها الشَّعْر: تفكُّرات محرّر أخبار سابق". ويوثّق زاهر المحروقي في "ما بعد السابع من أكتوبر" مواقف فكرية وإنسانية عقب تطورات المشهد الفلسطيني، ولا سيما "طوفان الأقصى".
ويسترجع عبد الرزاق الربيعي في "وجوه في مرايا الذاكرة" لحظات عابرة مع رموز ثقافية تركت أثراً في ذاكرته، فيما يتناول زكريا الهميمي في "النقّاش عبد الله الهميمي وهندسة المحاريب العُمانية" سيرة فنان شعبي أبدع في فن النقش المعماري، ويكشف سيف بن يوسف الأغبري في "دُرر الزمان في التواصل بين بلاد المغرب وعُمان" عن مراسلات تاريخية غير معروفة تسلط الضوء على أواصر ثقافية عميقة.
يُذكر أن مشروع الإصدارات السنوية للجمعيّة قد أصدر، منذ انطلاقه عام 2008، 350 كتاباً، ليصبح من أبرز المبادرات الثقافية في عُمان، وستُعرض الإصدارات الجديدة ضمن فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من "معرض مسقط الدولي للكتاب".