الأمهرية والعربية.. ما يعيق بناء جسور

الأمهرية والعربية.. ما يعيق بناء جسور

05 يوليو 2021
جولي ميريتو/ إثيوبيا
+ الخط -

نظّمت "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" في الدوحة ندوة افتراضية عند الرابعة من مساء أمس الأحد تحت عنوان "واقع وآفاق الترجمة في إثيوبيا من الأمهرية إلى العربية" بمشاركة عدد من المترجمين والأكاديميين ضمن فعاليات الموسم السابع.

في ورقته "تجربة إثيوبيا في الترجمة إلى العربية والعكس.. طبيعة الجهود الرسمية والفردية"، أشار أبو بكر ألموا موهي إلى العلاقة التاريخية الممتدّة بين الإثيوبيين وجيرانهم العرب عبر البحر الأحمر تجارياً وسياسياً، حيث دخل الإسلام إلى الحبشة قبل وصوله إلى المدينة المنوّرة، لذلك بدأت الترجمة مبكراً من العربية إلى اللغة الجعزية، التي تعدّ جذر الأمهرية، اللغة الرسمية في البلاد، من خلال الكنيسة الأرثوذكسية حيث تمّ نقل العديد من المؤلّفات العربية التي لا تزال الكنيسة تحتفظ بنسخ منها.

وأوضح أن الترجمة بين الثقافتين تطوّرت خلال القرن الثالث عشر الميلادي منذ حكم السلالة السُليمانية التي اعتمدت في دستورها وفلسفتها ومعتقداتها الأرثوذكسية على كتاب "كرامة الملوك" الذي جاء من مصر، وترجم من العربية إلى الأمهرية، إلى جانب كتاب آخر بعنوان "عدالة الملوك" الذي ترجم أيضاً من العربية في القرن الخامس عشر، وهما شكّلا قوانين البلاد وجزءاً مهماً من ثقافة حكم.

تعود جذور التواصل بين إثيوبيا والعرب سياسياً وتجارياً وثقافياً إلى نحو ألفين وخمسمئة عام

"قراءة إحصائية حول المترجمات من وإلى العربية باللغة الأمهرية الحديثة" عنوان الورقة التي قدّمها مصطفى حامد يوسف، واشتملت على توثيق حركة الترجمة بين اللغتين بدءاً من نقل معاني القرآن في فترة حكم الإمبراطور هيلا سيلاسي عام 1969، ولكن انقطع الاهتمام باللغة العربية بفعل التوجّهات الحكومية آنذاك، بحيث اقتصرت الترجمة على بعض المؤلّفات الدينية دون طباعتها بشكل رسمي.

ولفت إلى أنه بعد زوال الحكم العسكري في البلاد، حيث شهدت الترجمة ازدهاراً نسبياً حيث تمّ إصدار حوالي ألف ومئة وستين كتاباً من العربية إلى لغات مختلفة تستخدم في إثيوبيا، منها نحو أربعمئة كتاب إلى الأمهرية، تركزت في مجال علوم القرآن والحديث، وأصول الفقه، والسير وتراجم الأعلام، والتاريخ، والثقافة الإسلامية، والطب، والتربية والأخلاق، واللغة العربية والمعاجم، والأدب، وكتب الأطفال.

أما محمد سعيد أوغاتو، فبيّن في ورقته "المعوقات أمام جهود الترجمة من وإلى العربية في إثيوبيا" بأن عدد المترجمين قليل جداً من العربية إلى الأمهرية وبالعكس في بلد عدد سكانه حوالي مئة مليون، بحيث لا يتجاوز عددهم الأربعين، ما يحيلنا إلى أن الذين تعلّموا اللغة العربية لم يقوموا بدورهم المطلوب منهم، كما تندر المدارس والمعاهد المتخصّصة في تدريس العربية، حيث ينحصر تعليمها في المدارس الابتدائية فقط، وبعض أقسام اللغة العربية في بعض الجامعات.

وأشار أيضاً إلى غياب التدريب اللازم لتأهيل المترجمين حيث يغلب على معظمهم نزعة تقليدية مصدرها دراستهم العلوم الدينية، وهم ليسوا متخصصين في علم الترجمة، إلى جانب شحّ المعاجم بين العربية والأمهرية، وقلة عدد المحرّرين الذين يعملون في مجال الترجمة، وانخفاض الأجور والمقابل المادي الذي يتلقاه المترجم مما يؤثر على مدى استمراريته.

واختتمت الندوة الأكاديمية حنان الفياض في مداخلة لها، مبينة أن اللغة الأمهرية أدرجت ضمن فئات الإنجاز هذه السنة، وذلك تقديراً للأعمال التي تُرجمت من العربية إلى الأمهرية والعكس.

المساهمون