"الأسرى والرفقاء".. العبودية بين النص الديني والواقع التاريخي

07 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 21:15 (توقيت القدس)
(تصميم العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يقدم جاستن ماروزي في كتابه "الأسرى والرفقاء" دراسة شاملة عن العبودية في العالم الإسلامي، مستعرضاً تعقيداتها عبر التاريخ باستخدام الرواية التاريخية والبيانات الإحصائية، مع التركيز على قصص فردية من العصور العباسية والعثمانية.

- يبرز الكتاب تنوع أشكال العبودية، من الجنود العبيد إلى الإماء، مشيراً إلى دورها المركزي في النسيج الاقتصادي والسياسي، مع تسليط الضوء على التناقض بين النصوص الدينية والواقع العملي.

- يناقش ماروزي استمرار العبودية في العصر الحديث في بعض المناطق، مع التركيز على الأصوات المفقودة وشهادات المحررين، مؤكداً على أهمية الفهم الإنساني الفردي للظاهرة.

في كتابه "الأسرى والرفقاء: تاريخ العبودية وتجارة العبيد في العالم الإسلامي" (2025)، يقدم المؤرخ البريطاني جاستن ماروزي دراسة موسّعة تتجاوز مجرد سرد الأحداث التاريخية، لتكشف عن تعقيدات العبودية في المجتمعات الإسلامية عبر أكثر من ألف عام. يستخدم ماروزي المزيج بين الرواية التاريخية والبيانات الإحصائية، ليعرض حجم هذه الظاهرة ووحشيتها، متناولاً قصصاً فردية من العصور العباسية والعثمانية، وأحياناً لحظات أخف وطأة مثل حياة الإماء في بغداد، مما يعطي الكتاب بعداً إنسانياً متنوعاً.

تنوع أشكال العبودية

يستعرض ماروزي أشكال العبودية المتعددة، من الجنود العبيد الذين شكلوا جيوشاً قوية مثل المماليك، إلى الإماء والجاريات المشاركات في الحياة السياسية والاجتماعية، مروراً بالعمال الزراعيين والمنزليين. ويشير إلى أن العبودية، صحيح أنها كانت هامشاً اجتماعياً، لكنها شكّلت عنصراً مركزياً في النسيج الاقتصادي والسياسي، ساهم في تعزيز قوة النخب الحاكمة.

ويبرز الكتاب أن تجربة العبوديّة لم تكن متجانسة، فبعض العبيد وصل إلى مراكز نفوذ هائلة، مثل البيشير آغا، الذي جمع ثروة طائلة بعد أن بيع في شبابه بثمن زهيد، بينما غالبية النساء والرجال لم تُسجّل حياتهم إلا بصمت الألم والمعاناة.

التناقض بين النص الديني والواقع

يعالج ماروزي الفجوة بين النصوص الدينية التي تحض على المعاملة العادلة والكرامة الإنسانية، وبين الواقع العملي الذي استمر فيه استعباد البشر لأسباب سياسية واقتصادية. ويوضح الكتاب أن العبودية كانت نظاماً اجتماعياً متكاملاً يتقاطع فيه الدين بالدولة والاقتصاد، ما أوجد أنماطاً معقدة من السيطرة والسلطة.

ويشير المؤلف أيضاً إلى استخدام الجماعات المعاصرة النصوص الدينية لتبرير استعباد الأقليات، كما حدث مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنه يحذر من تحويل الكتاب إلى هجوم ديني، موضحاً أن العبوديّة كانت موجودة في الثقافات قبل الإسلام، وأن بعض الفقهاء المسلمين استندوا إلى مصادر سابقة لتبريرها.

العبودية المعاصرة والأصوات المفقودة

يتناول الكتاب كذلك استمرار مظاهر العبوديّة في بعض مناطق العالم المعاصر، مثل ليبيا وموريتانيا ومالي، مع إبراز ضعف فعالية القوانين الدولية. ويولي ماروزي أهمية للأصوات المفقودة، ويقدّم شهادات المحررين من العبوديّة، مؤكداً أن فهم الظاهرة يتطلب النظر إلى التجربة الإنسانية الفردية، وليس الاقتصار على النصوص أو المؤسسات الرسمية.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون