إيمانويل تابت.. كتابة اليوميات بوصفها تمريناً روحياً

إيمانويل تابت.. كتابة اليوميات بوصفها تمريناً روحياً

18 نوفمبر 2021
دورر كوهين/ الولايات المتحدة
+ الخط -

رغم أن كتابة اليوميات، أو الكتابة الحميمية ـ السيَرية، ظهرت كنوع أدبي قبل قرون، إلّا أنها لم تبدأ بلفت انتباه الباحثين بشكل جدّي، في بلد مثل فرنسا، إلّا في العقود الأخيرة، ليصبح البحث فيها، اليوم، واحداً من الحقول المعروفة والمقروءة على نطاق واسع، كما هو حال الأعمال التي يضعها الباحث فيليب لوجون حول عدد من أبرز كتّاب السيرة الذاتية.

لكنّ سِعة المدوّنة التي تنتمي إلى هذا الحقل الكتابي تتجاوز، إلى حدّ بعيد، إمكانية باحث أو اثنين على الإلمام بها، والإحاطة بمداخلها ومخارجها نقدياً، وهو ما يجعل من العناوين السيَرية فضاءً خصباً للمؤلّفين المهتمّين بتناولها، إن كان من وجهة نظر نقدية، مقارنة أو تاريخية.

في هذا السياق، صدر حديثاً، لدى منشورات "كلاسيك غارنييه" في باريس، كتاب "أن تتأمّل والريشة في يدك: كتابة اليوميات والتمرين الروحي"، للباحثة إيمانويل تابت، التي سبق لها أن أصدرت عدداً من الدراسات في هذا المجال، ولا سيّما كتابها "شاتوبريان والقرن السابع عشر: المذكّرات والإبداع الأدبي".

الصورة
غلاف

الجديد في ما تقترحه تابت هو جمعها بين مفهومين ليس من الشائع التقاؤهما في المدوّنة البحثية حول السيرة الذاتية، حيث تنظر إلى الكتابة اليومية بوصفها تمريناً روحياً، و"التمرين الروحي" هو مصطلحٌ ساهم في إشاعته لدى الجمهور الكبير الفيلسوفُ الفرنسي، المختصّ بالدراسات اليونانية واللاتينية، بيار آدو (1922 ـ 2010)، والذي وضع العديد من الأعمال حول نظرة الفلاسفة اليونانيين القدماء، ولا سيّما الرواقيين والأبيقوريين، إلى التفلسف بوصفه تمريناً روحياً يقود إلى العيش بسلام، وليس فقط إلى إنتاج نظريات.

لدراسة مقولتها هذه بأن كتابة اليوميات هي أسلوب عيش، تعود تابت إلى عدد من أبرز المدوّنات السيَرية في تاريخ الأدب والفلسفة الغربيين؛ مدوّنات تشمل أسماء خصّصت حياتها لهذا النوع من الكتابة، كما فعل السويسري هنري فريديريك أمْيِلْ (1821 ـ 1881)، أو أنها مارستها إلى جانب اشتغالها في حقول سردية وكتابية أخرى، كما فعل كلّ من جان جاك روسو، وكافكا، وألبير كامو، وأندريه جيد، وفرجينيا وولف، وغيرهم كثيرون ممّن تدرسهم في هذا الكتاب.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون