استمع إلى الملخص
- يتناول كتابها "أكرم وماريا" قصة صداقة بين طفلين مختلفين، مما يعكس رفض المجتمع للاختلاف، ويبرز أهمية تعليم القيم لتقليل التنمر وتعزيز التفاهم.
- تؤكد مورينو على دور أدب الأطفال في تعزيز التعاطف واحترام التنوع، مشيرة إلى ضرورة توعية الجيل الجديد لتجنب التحيز والتمييز.
"لا يوجد فعل دون كلمات أوّلاً. الورق يتّسع لكلّ شيء، وأحيانا الفعل لا يرقى إلى مستوى ما هو مكتوب"، تقول الكاتبة الإسبانية إيفا مورينو Eva Moreno التي سخّرت حياتها للعمل مع المهاجرين المغاربيّين والأفارقة القادمين إلى إسبانيا ويعانون من مشكلات عدم الاندماج والمثاقفة والهجرة. وتتابع في حديثها مع "العربي الجديد"، على هامش صدور كتابها "أكرم وماريا" عن دار نشر "بابيدي بو"، أنّ "التحوّلات التي تنشأ عن الكلمة بطيئة ومعقّدة ومحدودة، لكنّها ضرورية".
يتناول الكتاب قصّة طفلين؛ ماريا فتاة إسبانية مُصابة بمتلازمة داون وتواجه صعوبة في تكوين صداقات، وأكرم صبيٌّ من أصل مغربي وصل للتوّ إلى المدرسة. أمام رفض المجتمع المدرسي للطفلين، في انعكاس لرفضهما من المجتمع أيضاً، تنشأ صداقة حقيقة بينهما، الأمر الذي يستغلّه المدرّس أمام التلاميذ لإبراز تميّزهما وتفرّدهما ومدى ثراء الاختلاف ومعناه، في ما وراء السياسة والجغرافيا والجنسية والجنس.
عن سؤال ماذا يمثّل كلّ من أكرم وماريا في القصة، تقول مورينو لـ"العربي الجديد" إنّهما "يمثّلان واقع المجتمعات المعاصرة. ففي الوقت الراهن، ثمّة أطفالٌ من جنسيات مختلفة لديهم احتياجات تعليمية خاصّة، مثلما هو وضع ماريا، وآخرون مثل أكرم، لديهم قدرات عقلية عالية، لكنّ نقص تعليم القيم في المراكز التعليمية، بشكل عامّ، يؤدّي إلى حالات رفض الآخرين المختلفين، وهو ما يتسبّب في زيادة حالات التنمر إلى أرقام يجب أن تدفعنا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة".
تتابع مورينو: "يحدث هذا لأنّنا لا نقبل الاختلاف ولا نعمل عليه. لا يزال هناك نقص في الأعمال الإبداعية لشخصيّات متنوّعة في السينما والأدب والموسيقى، وإذا وُجدت، فهي غالباً ما تكون بغرض السخرية. في مجتمع تحتلّ فيه الجوانب الجمالية القسم الأكبر من حياتنا، ما هو غير مثالي يزعجنا، وأشير إلى غير المثالي من خلال غموض المثالي، لكن هناك معايير جمال محدّدة بوضوح تخبرنا بها جميع وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والبصرية يومياً".
وعن قدرة أدب الطفل على تحقيق التكامل وخلق مجتمع يُحترم فيه الآخر المختلف، تقول مورينو: "على الأقل هو قادر على المساعدة في التعاطف، وعلى تربية جيل قادر على فهم الاختلاف كمصدر ثراء وتنوّع. هو أيضاً قادر على إخراج الرؤوس الصغيرة من الأطر المغلقة والتفكير في السلوكيات غير اللائقة التي ترتكبها في المجتمع بحق المهاجرين، والمختلفين، والمرضى، إلخ".
نقص تعليم القيم أدى إلى حالات رفض الآخرين المختلفين
تدرك الكاتبة الإسبانية صعوبة تحقيق ذلك في مجتمع مثل المجتمع الإسباني الذي لا تزال خطابات الكراهية والتمييز العنصري، تجاه المهاجرين مثلاً، منتشرة فيه بقوّة، لذلك تؤكّد على أهمية "خلق الوعي في الجيل الجديد من الأطفال وحثّهم على البحث والقراءة والسؤال والتعلّم، حتى يتمكنوا من التحدّث عن شيء ما. إنّها الطريقة الوحيدة لتجنّب تغذية الصور النمطية، وبالتالي عدم التسبب في التحيز".
وُلدت إيفا مورينو في برشلونة عام 1978، وهي متخصّصة في أدب الأطفال وتعمل منسّقة في "منظمة ثيبايم"، ولها خبرة طويلة في مجال العمل الإنساني عبر إدارة عدّة برامج في مجالات اللجوء والمهاجرين والاندماج الثقافي. يصدر لها قريباً كتاب بعنوان "لمن تكون الألوان؟".