استمع إلى الملخص
- تتنوع موضوعات المعرض بين المناظر الطبيعية والتجريد، مستوحاة من اغتراب عدنان وحنينها، مع تصوير أماكن عاشت فيها مثل جبل تامالبايس في كاليفورنيا.
- يعكس المعرض تقنيات عدنان المتعددة، حيث تمزج بين الألوان المائية والحبر، وتستكشف العلاقة بين الطبيعة والهوية في أعمالها الفنية والأدبية.
افتُتح، مساء أمس الخميس، في "غاليري ليلونغ" بنيويورك، معرض "إيتيل عدنان: على الورق، 1960 -2021"، الذي يتواصل حتى الخامس من نيسان/ إبريل المقبل، ويتزامن مع مرور مئة عام على مولد الفنانة اللبنانية الأميركية الراحلة.
يضيء المعرض تجربة امتدّت لأكثر من ستّة عقود من خلال مجموعة أعمال وتراكيب من الورق والحبر وقلم الرصاص والباستيل والألوان المائية، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من الكتب المطوية على شكل "أكورديون" التي يُطلق عليها اسم "لوبيريللو"، تتنوّع موضوعاتها بين المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة والتجريد.
وتعود الأعمال المعروضة إلى ستينيات القرن الماضي؛ أي بعد سنوات من نيل عدنان شهادة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس، وانتقالها إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساتها العليا، حيث بدأت برسم أشكالها التجريدية الأولى بأسلوب رمزي عبّرت من خلاله عن عوالمها الداخلية.
يضيء المعرض تجربة ستّة عقود من خلال مجموعة أعمال من الورق والحبر والباستيل والألوان المائية
يشير بيان المنظّمين إلى العديد من الرسومات المستوحاة من اغتراب الفنّانة في المهجر وحنينها الذي يستدعي الذاكرة، كما تُصوّر لوحات الطبيعة أمكنة عاشتها في ولاية كاليفورنيا، وقبل ذلك في فرنسا، بعد مغادرة وطنها لبنان، حيث تتكرّر هذه المشاهد المرسومة في أعمال عديدة خلال فترات لاحقة من حياتها، ومنها جبل تامالبايس، المشهد الذي كانت تراه من منزلها في سوساليتو بكاليفورنيا، وهي تستحضره بأشكال لا حصر لها، كما نشرت كتاباً حوله بعنوان "رحلة إلى جبل تامالبيس" (1986).
في رسوماتها لهذا الجبل، تصور عدنان الموضوع بالكامل بالألوان المائية، باستخدام ظلال مختلفة للإشارة إلى تفاصيل الطبيعة، كما تمزج في أعمال أخرى بين الألوان المائية وضربات الحبر الجريئة، في تجريب دائم من خلال الضوء واللون، وإبراز التباين بين الجبال والوديان، وبين اليابسة والماء.
كما تُعرض سلسلة من الرسومات التي رسمتها عدنان عام 1991، حيث اختارت موضوعاً تقليدياً للطبيعة الصامتة، وهو وعاء من الفاكهة، بأشكال مختلفة، معتمدة في بعضها على الحبر ضمن خطوط عريضة لإنشاء أشكالها، ومستخدمة ضربات أكثر سمكاً لتظليل الفاكهة وإضافة التفاصيل إلى الوعاء الذي يحملها، وفي رسومات أُخرى، تعود إلى خطّ حبر أكثر سطوعاً وتستخدم الألوان المائية لإضافة لون خفيٍّ إلى الفاكهة.
يعكس المعرض التقنيات المتعدّدة التي استخدمتها إيتيل عدنان التي تركت مؤلفات مثل: "سماء بلا سماء"، و"باريس عندما تتعرّى"، و"يبوس وقصائد أُخرى"، كما تصوّر أعمال الورق كيف شكّلت علاقة الجسد المتواري في تضاريس الطبيعة والهوية العابرة للأمكنة والثقافات بحثها البصري الدائم.