إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية والثقافية والسياسية والرواية وعلم اجتماع السينما والسيرة الذاتية.
■ ■ ■
عن "منشورات بلومزبري" البريطانية، صدر حديثاً كتاب "أماكن الذهن: حياة إدوارد سعيد"، للأكاديمي تيموثي برينان. يمثّل الكتاب، بحسب الناشر، السيرة الذاتية الأشمل للمفكّر الفلسطيني (1935 ــ 2003)، وفيها يعيد برينان رسم الخطوط الأساسية في حياة وشخصية صاحب "الاستشراق"، ودوره التأسيسي في ما بات يُعرَف بالدراسات الكولونيالية، وتأثيره السياسي كمثقّف دافع طيلة حياته عن قضيّة بلده، فلسطين، وقضايا العرب. يركّز الكتاب على دور الثنائيات المكانية في تجربة سعيد، التي امتدّت على أرضين: العالم العربي وأميركا.
عن منشورات "شهريار"، صدر مؤخراً كتاب "الدراسات الثقافية: التمفصل، الهيمنة والصراع"، وهو مجموعة دراسات ومقالات حول حقلٍ معرفيّ بات في العقدين الأخيرين أحد أنشط المجالات العلمية عالمياً. جمع المقالات الخمس وترجمها الباحث المغربي محمد مفضل، كما نقل حواراً مع ستيوارت هول، الذي يُعتبر مؤسّس هذا الحقل المعرفي، وفيه يضيء السياق التاريخي والفكري لتطوّر بعض المفاهيم والقضايا الأساسية للدراسات الثقافية، مثل علاقة المنتج الثقافي بالطبقة الاجتماعية لمؤلّفه، وتغيّر مفهوم الإيديولوجيا بين الثقافات والأزمنة.
في كتابه "الفكر النقدي عند سلمى الخضراء الجيوسي"، الصادر لدى "دار مسامير"، يقدّم الباحث عزيز حسين علي الموسوي قراءةً في كتاب الشاعرة والناقدة والأكاديمية الفلسطينية (مواليد 1926 أو 1927) "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث"، الذي صدر بالإنكليزية عام 1977، فيما ظهرت ترجمته العربية، بتوقيع عبد الواحد لؤلؤة، عام 2001 لدى "مركز دراسات الوحدة العربية". يحلّل الباحث المرجعيات النقدية لدى الخضراء الجيوسي، متوقّفاً لدى اشتغالها التنظيري ومنهجها في قراءة الشعر، وكذلك مفاهيمها وأطروحاتها الأساسية.
"الاقتصاد المقبل" عنوان كتاب مشترك للاقتصادي الفرنسي غاييل جيرو والأنثروبولوجي السينغالي فلوين سار، صدر مؤخراً عن منشورات "لي ليان كي لبيار". العمل ينطلق من نقاش جرى بين المؤلّفين في 2018 ضمن إحدى الندوات العلمية وكان موضوعها: "كيف يمكن نزع البُعد الشرس للاقتصاد". يرى جيرو ضرورة ربط الاقتصاد بالروحانيات، أمّا فيلوين سار فيعتبر أن على علماء الاقتصاد اليوم أن يفهموا الفروقات بين الشعوب، مشيراً إلى أن تعثّر التنمية في أفريقيا يؤكّد أن نظريات الاقتصاد لا تزال تجد صعوبة للإمساك بواقع غير أوروبي.
بتقديم علي حسين، صدرت مؤخراً طبعة جديدة من كتاب "ليلى المريضة في العراق" لـ زكي مبارك عن منشورات "الرافدين"، ضمن سلسلة "استعادات". يشير تقديم الطبعة الجديدة إلى أحد أسباب إعادة نشر هذا الكتاب، فمن المعروف أن زكي مبارك كان أحد خصوم طه حسين في النصف الأول من القرن العشرين، ولكن مقدّم الكتاب علي حسين ينوّه بأنه عثر على مقالة بعنوان "إلى الدكتور طه حسين"، منشورة عام 1940، وقد كانت الرسالة على عكس ما يمكن توقّعه، فهي "مليئة بالعرفان والحبّ"، كما يذكر مبارك فيها أن خلافه مع أستاذه هو نوعٌ من أنواع المعرفة العقلية.
يستعرض أنغوس فليتشر في كتابه "مجترحو المعجزات: أقوى خمسة وعشرين ابتكاراً في تاريخ الأدب"، الصادر عن "منشورات سايمون آند شوستر"، أبرز المحطّات في تاريخ الأدب الإنساني منذ حضارات ما بين النهرين وصولاً إلى القرن 20، وتأثيرها في انفعالات البشر وذاكرتهم وطريقة رؤيتهم للحياة. حيث يرى أن الآداب تماثل التقنيات التي قلبت مجرى التاريخ كالنار والطباعة، وغيّرت مفاهيم الحب والشجاعة والأمل، من الملاحم البابلية والإغريقية وكلمات الأغاني الصينية القديمة إلى مسرحيات شكسبير وأدب الخيال العلمي وروايات الجريمة.
"تباريح العيش، سيرة الشباب" عنوان النسخة العربية من كتاب بول أوستر الذي صدر حديثاً عن "دار خطوط وظلال" بترجمة محمد الفحايم. يندرج الكتاب ضمن سلسلة مؤلّفات سيَرية للروائي الأميركي (1947) يصف خلالها الظروفَ الصعبة التي خبرها شابّاً، وطفولته في كنف عائلة كانت قضية المال مثارَ شقاقٍ فيها، ثمّ مراهقته واستقلاله عن الأسرة لكسب عيشه، وتفاصيل محاولاته الأدبية الأولى في النقد والشعر والمسرح والرواية، ومعاناته مع النشر، والخيبات التي احتملها، كما يتحدّث عن أبرز الشخصيات الأدبية والفنية التي أثّرت في كتابته.
صدر أخيراً، لدى منشورات "لا ديكوفرت" في باريس، كتاب "علم اجتماع السينما"، للباحثين فيليب ماري وأوريلي بينتو. رغم عنوانه الذي يبدو شاملاً، ينحصر مجال بحث الكتاب في إطار السينما الفرنسية، حيث يتساءل الكاتبان عن بُنيتها الاجتماعية، كما يعرّجان على عالم صناعة الأفلام باعتبارها أعمالاً جماعية، ويتوقّفان لدى الطريقة التي تتحدّث بها السينما عن القضايا الاجتماعية. يحلّل الكتاب مسائل عدّة، من بينها انقسام السينما الفرنسية بين سينما مؤلّف وأخرى تجارية، وإحصاءات التردّد إلى السينما، وطرق العرض والمشاهدة.
عن منشورات "الفارابي" في بيروت، صدرت مؤخراً رواية "التوأمة" للكاتب اللبناني أحمد مراد، وهي عمله الثاني بعد رواية "الألبوم" (2016). نقرأ في تقديم الناشر: "الحدث الفلسطيني في العام 1948، زلزال لا تزال تردّداته تتفاعل. والمنطقة لم ولن تعرف السكينة... "التوأمة" تحاكي جانباً مظلماً لمأساة مواطنين لبنانيين، لم يغادروا فلسطين وبقوا داخل الأراضي المحتلة، فتقطّعت أوصالهم، وكذلك صلاتهم بعائلاتهم في لبنان، وتعذّر لمّ الشمل (...) من جيل لآخر استمرّت القضية ولم تمت. والحلّ في نهاية المطاف لن يكون إلّا بأنسنتها".
