إصدارات.. نظرة أولى
استمع إلى الملخص
- يقدم كتاب "إعلان بلفور" لبرنارد ريغان رؤى حول التنافس الإمبريالي في الشرق الأوسط، بينما يستعرض "عادات وطقوس الزواج في الريف المغربي" الطقوس الاجتماعية، و"هوس الترسّل" لإميل سيوران تطور فكر الكاتب.
- يناقش كتاب "الاتحاد السوفيتي 'روسيا اليوم'" لجمال احميده العلاقات الروسية الليبية، و"إشارات من المستقبل" لسانتياغو زابالا قضايا السياسة والفن والثقافة لتخيّل مستقبل أكثر عدالة.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في الأدب، والسياسية، والتراث، وغيرها.
■■■
عن دار الآداب، صدرت للروائية الفلسطينية عدنية شلبي رواية "تمويه"، التي تقص حكاية شاب وشابة فلسطينيين، تتقاطع حياتهما في جوهرٍ واحد، وهو محاولة تغريب الفلسطينية والفلسطيني في أرضهما. لا تشتبك الرواية مباشرة مع هذه المحاولات، بل تتحول إلى أدوات استعارية في سردٍ يبيِّن حقيقة ما يفعله الاستعمار من إسكات للحكاية. حيث لا أسماء، ولا أماكن، ولا سنوات، الفصول الأربعة فقط، في بنية مشهدية، محكومة بتعاقب الفصول. تستقصي الرواية نتائج عقود من الاحتلال حوّلت الفلسطيني إلى آخر في بلده، فيما تتبعثر حياته وتتفكَّك بفعل الاضطهاد اليومي.
عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، صدر كتاب "لوزان 1923: السياقات والتداعيات"، لمجموعة مؤلفين وباحثين عرب وغربيين، وهو من تحرير محمد جمال باروت. ويقع الكتاب في 744 صفحة، ويشتمل على واحد وعشرين فصلاً موزعة على خمسة أقسام. يقدّم الكتاب مجموعة من الأبحاث عن مؤتمر لوزان (1923)، بوصفه ذروة تاريخية تراكمية، أعقبت انهيار أربع إمبراطوريات كبرى في الحرب العالمية الأولى. ويتناول مختلف أبعاد هذه المرحلة في التاريخ العالمي، وهدفه سدّ النقص في الدراسات التاريخية العربية حول المعاهدة، وإعادة فحص سياقاتها وآثارها.
صدر حديثاً عن دار هاشيت أنطوان كتاب "حرب المعلومات: كيف تسيطر الدول على عقولنا"، للباحث الفرنسي دافيد كولون، بترجمة أدونيس سالم. يتناول الكتاب في 380 صفحة، آليات حرب المعلومات، بخاصة في عصر الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، ويناقش في استعراض لصراعات القوى العظمى تاريخ الدعاية وأساليب التلاعب الجماهيري. يكشف الكاتب تفاصيل حرب المعلومات، التي بدأت فعلياً في حرب الخليج الأولى، مستعرضاً استراتيجيات مموليها، وواصفاً تكتيكات ومسارات منفذيها، من الجواسيس والدبلوماسيين، والصحافيين، والقراصنة الإلكترونيين.
بعد مئة عام من توقيعه يعيد الباحث برنارد ريغان صياغة تاريخ وعد بلفور في كتابه "إعلان بلفور: الإمبراطورية، الانتداب والمقاومة الفسلطينية"، الصادر بترجمة محمد أمين عن منشورات البحر الأحمر. يقدم ريغان رؤى جديدة حول التنافس الإمبريالي بين بريطانيا وألمانيا والدولة العثمانية، ويكشف عن السياسة البريطانية في المنطقة. كذلك يرصد النقاشات داخل الحكومة البريطانية والحركة الصهيونية نفسها حول مستقبل فلسطين، ويقدّم سرداً كاشفاً للمجتمع الفلسطيني في ذلك الوقت، مولياً اهتماماً خاصاً لردات فعل المجتمع المدني على المؤامرات الإمبريالية.
إذا كان الزواج، بما هو مؤسسة اجتماعية كونية يختلف، من حيث طقوسه وعاداته، باختلاف المجتمعات والثقافات واختلاف الجهات والمناطق داخل المجتمع الواحد، فإن الزواج في المغرب لا يخرج عن هذه القاعدة. وهذا ما يروم كتاب "عادات وطقوس الزواج في الريف المغربي: المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية" للباحث علي بلجراف، تبيانه. يقف الكتاب الصادر عن دار توبقال على هذا الاختلاف من خلال تحليل المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية لطقوس الزواج في الريف المغربي، مستأنساً بمدخل ينصب حول مفاهيم العادات، والطقوس، والثقافة الشعبية.
يقدّم كتاب "هوس الترسّل: رسائل منتخَبة 1930 - 1991" لإميل سيوران، الصادر بترجمة أشرف القرقني عن كابصا للنشر والتوزيع، مزيجاً من المتعة والحيرة عبر رسائل صاحبها الممتدة على نحو ستين عاماً، كاشفاً تطوّر فكره وتناقضاته العميقة. تكشف المراسلات عن إنسان خلف "المفكّر العوّاء"، كما يكتب آدم فتحي مقدّماً للعمل، وعن أسئلته الكبرى حول الهوية والإيمان والشك والقيم، مع ما تحمله من وضوح ملتبس وسخرية لاذعة. ورغم إنكاره البعد الفني للرسائل، فإن عنايته الدقيقة بجملها تجعلها نصوصاً قائمة بذاتها، أقنعة موازية لأعماله الأخرى.
"إشارات من المستقبل.. فلسفة التحذيرات"، عنوان كتاب الباحث سانتياغو زابالا الذي صدر عن منشورات جامعة كولومبيا. يعود المؤلّف إلى أفكار نيتشه وهايدغر وسيمون دي بوفوار وأرندت لنقاش قضايا تتعلّق بالسياسة والفن والثقافة المعاصرة، من خلال إعادة تفسير أزمات الماضي التي لا تزال عالقة حتى اليوم، في سبيل تخيّل مستقبل أكثر عدالة، ومنها بروز نماذج استبدادية في حكم العديد من البلدان، وكذلك الآثار المترتبة على تغيّر المناخ، والتطور التكنولوجي وغيرها من الكوارث، التي يهمل عادة آراء المفكرين والكتّاب والفنانين حولها.
صدر عن المركز الليبي للأبحاث والدراسات كتاب "الاتحاد السوفيتي 'روسيا اليوم' في عيون الصحافة الليبية 1955 - 2025 م" للباحث الليبي جمال احميده. يتناول الكتاب محطّات في دائرة العلاقات الروسية الليبية التي تأسست في منتصف خمسينيات القرن الماضي، ويستعرض السلك الدبلوماسي وأبرز رؤساء البعثات الدبلوماسية بين البلدين، والزيارات الرسمية الحكومية بين البلدين، والاتفاقيات وأطر التعاون، بالاستناد إلى وثائق وصور فوتوغرافية من أرشيف وزارة الخارجية الروسية، والصحافة الليبية، وأرشيف عدد من الدبلوماسيين الليبيين والروس.
