استمع إلى الملخص
- تتضمن مختارات هذا الأسبوع كتباً متنوعة المواضيع مثل الثورات السورية، تاريخ مكتبة الإسكندرية، العلمانية العربية، تطور التصوف، الطب في أوروبا، ودراسات عن النخب والمرأة في العلوم.
- تشمل الإصدارات أعمالاً أدبية وفلسفية مثل رواية عن تاريخ الصيادين في غرب أفريقيا وكتاب "شعرية الفضاء" لغاستون باشلار، مما يضيف بعداً إبداعياً وفلسفياً.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن مؤلّفات في التاريخ والدراسات السياسية والطبّ والعلوم والترجمات وغيرها.
■ ■ ■
"ثورة الزويّة السورية المنسية بين عامي 1920 و1927.. (آل الشرع، آل السلامات، آل الطحّان)"، عنوان كتاب للباحث السوري حسين علي الشرع (1946)، صدر عن "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر". يتناول الكتاب الثورات السورية ضدّ الاحتلال الفرنسي، السابقة على الثورة السورية الكبرى عام 1925، والتي قام بها فلّاحو الأرياف بالاعتماد على وسائل قتال بدائية، وكان الهدف منها إشعار الاحتلال أنّ لهذه الأرض سكّاناً يقاومون. ومنها ثورة الزوية، جنوبي البلاد، والتي ضمّت "الأشقياء الثلاثة"، حسب التوصيف الاستعماري، قاسم ومحمد الشرع وعفّاش السالم.
كانت بُرديّات مكتبة الإسكندرية، والتي بلغ عددها 700 ألف مخطوطة، مصدر فخر لسلالة البطالمة، حُرّاس التراث الأدبي والفلسفي والعِلمي والديني اليوناني - المصري. وكان طموحهم جمعُ معرفة كلّ شعوب العالم القديم. ولتحقيق هذه الغاية، طلبوا من الملوك المختلفين إرسال أعمال أبرز مؤلّفيهم، وأمروا النُّسّاخ بإعادة إنتاج البُرديات التي وصلت على متن السفن العديدة التي كانت ترسو في الإسكندرية. يتتبع الباحث الإسباني لوثيانو كانافورا في كتابه "المكتبة المختفية" الصادر عن "دار سيرويلا"، قصة المكتبة الأسطورية وصولاً إلى تحوّلها إلى رماد.
يطرح الباحث اللبناني يوسف الشويري في كتابه "سرديات العلمانية العربية: الحقل السياسي وحقوق المرأة والمجال الديني" ، والصادر عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، تفسيراً جديداً لسرديات العلمانية العربية، بوصفها مجموعة من الأفكار المتعلقة بحركة اجتماعية مُقدَّر لها أن تلوح في آفاقنا السياسية والقانونية. يتناول الكاتب العلمانية بوصفها تياراً فكرياً وكياناً خطابياً يؤلّف جزءاً مُهمّاً من العملية السياسية في المجتمعات المختلفة، موضِّحاً الكيفية التي يكون فيها للعلمانية حضورٌ محوريٌّ في الحياة الدينية والسياسية للعالم العربي.
عن "مدارات للأبحاث والنشر"، صدرت النسخة العربية من كتاب "مؤسسة التصوّف" للباحث الفرنسي ألكسندر باباس بترجمة أحمد العدوي. يدرس الكتاب البيئة االتي عاش فيها المتصوّفة حياتهم العِرفانية، وتأسست فيها علاقاتهم بالمجتمعات التي انتسبوا إليها، على اختلاف الأقاليم الجغرافية التي شكَّلت العالم الإسلامي، كما يرصد التغيرات التي طرأت على مؤسسات التصوف منذ عصر صدر الإسلام إلى اليوم، وكيف وفّقت الصوفية بين مقتضيات الورع والنظرة الواقعية، واستطاعت التكيف بمهارة مع ظروف زمانها ومكانها، وإيجاد طرق بديلة للعيش والعبادة والتفكير.
في كتابه "الطبّ والجسد في أوروبا الحديثة المبكرة"، الصادر عن "بالغراف ماكملين"، يبحث مايكل ستولبيرغ في مجموعة واسعة من المواضيع المتعلّقة بالطبّ الحديث المُبكِر، بما في ذلك المناخوليا، التي ظلّت تتكرّر، بوصفها حالة عيادية، كما شكّلت التصوّرات المُمهّدة للعلاج الحديث؛ وأصولَ وتطور الرعاية التلطيفية في الطبّ. من خلال التعمّق في الملاحظات التجريبية، يستكشف الكتاب المفاهيم الرئيسة للنظرية الطبّية القديمة والحديثة المبكرة، متتبّعاً إيّاها من خلال كتابات ابن سينا ودانييل سينيرت، الذي ربطها بنظرته الذرّية لجسم الإنسان وأمراضه.
بترجمة نايف الياسين، صدر عن "الهيئة العامة السورية للكتاب" مؤلَّف بعنوان "زمن النهاية: النُّخب، والنُّخب المضادة، والمسار المُضي إلى التفكُّك" لعالم الاجتماع الأميركي بيتر تيرشن. يُجادل الكتاب في أن دروس التاريخ واضحة، فعندما يسود التوازن بين النُّخب والأغلبية الشعبية يُصبح الاستقرار لا مفرّ منه. أمّا حين تتفاوت الدخول ويُعاني الناس، فتُصبح الجهود التي تبذلها عموم شرائح المجتمع للالتحاق بالنُّخبة أصعب. كما تُظهر نماذج تيرشن أنه عندما تصل المجتمعات إلى هذه الحالة، تُصبح حبيسة دوّامة يصعب الخروج منها.
"المرأة في العلوم اليوم.. قصص واستراتيجيات لتحقيق المساواة"، عنوان كتاب صدر عن "منشورات جامعة كولومبيا" للكاتبة الأميركية ليزا م. ب. مونوز. تتناول المؤلّفة المعيقات التي تواجه النساء وتمنع تقدّمهن في مختلف مجالات العلم والتكنولوجيا، مستعرضة حلولاً قانونية وإدارية لهذه الفجوة المستمرة بين الجنسين، ووجهات نظر جديدة حول كيفية جعل العلم أكثر إنصافاً وشمولاً للجميع، من خلال سرد قصص لتجارب عدد من العالمات من خلفيات وثقافات متنوعة يعملن في تخصّصات مختلفة، وإضاءة المساهمات المهمة التي قدّمنَها في مجالاتهنّ.
صدرت عن "معهد تونس للترجمة" النسخة العربية من رواية "في انتظار أن تقترع الحيوانات البرّية" للكاتب أحمدو كوروما، من ساحل العاج، بترجمة وتقديم محمد المديوني. تضيء الرواية تاريخ الصيّادين في جبال الغرب الأفريقي بدءاً من حقبة الاستعمار الفرنسي وصولاً إلى الفترة التي أعقبت الحرب الباردة، في أجواء فانتازية، حيث يفترض الشعب أنّ الحيوانات سوف تصوّت لصالح الدكتاتور في الانتخابات المُزمع إجراؤها، كما يوضّح العمل كيف تترسّخ الدكتاتورية بدعمٍ غربي يحميها من المحاسبة على الفساد وهدر المال العام ببناء القصور ومحميّات الصيد.
في كتاب "شعرية الفضاء" للفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، الصادر عن "دار التكوين" بترجمة لحسن أحمامة، تَحلّ فينومنولوجيا الصور محل التحليل النفسي للعناصر. باشلار هنا يعني فينومنولوجيا الخيال، أي دراسة ظاهرة الصورة الشعرية عندما تنبثق الصورة في الوعي كنتاج مباشر للقلب، والروح، والكينونة، والإنسان المدرَك في راهنيته. هكذا، ليس للصورة من ماض، بل مستقبل. من ثم لا وجود لعلاقة سببية مع نموذج أصلي راقد في الأعماق. لا تصف الفينومنولوجيا بطريقة تجريبية الظواهر الشعرية، بل تختبر "القصدية الشعرية".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
