استمع إلى الملخص
- الندوة الفكرية: أقيمت ندوة فكرية دولية ناقشت "المسرح والإبادة والمقاومة"، بمشاركة أكاديميين وباحثين، وتناولت قضايا مثل الحرب على غزة ولبنان، ودور المسرح كأداة للمقاومة.
- فعاليات متنوعة ومشاركة دولية: شهدت الدورة مشاركة 125 عرضاً من 32 بلداً، وتضمنت معرضاً فوتوغرافياً وتكريم شخصيات مسرحية بارزة، مما يعكس التنوع الثقافي والاهتمام بالمسرح.
ما المسرح إن لم يكُن فعل مقاوَمة؟ لعلّ ذلك ما أراد أن يؤكّده القائمون على "أيام قرطاج المسرحية" في دورتها الخامسة والعشرين، التي انطلقت فعالياتُها على خشبة "المسرح البلدي" في تونس العاصمة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي واختتمت أمس السبت تحت شعار "المسرح مقاومة.. الفنّ حياة". وقد وجد هذا الشعار ترجمةً له على مستوى اختيارات العروض، التي رافع أغلبُها ضدّ الحروب والاستبداد والاضطهاد والفساد، وأيضاً على مستوى الندوة الفكرية الدولية التي خُصّصت لموضوع "المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد".
على صعيد العروض، حضرت القضايا السياسية والإنسانية، مِن زوايا متعدّدة وبمقاربات فنّية مختلفة، في أكثر من عملٍ مسرحي قُدّم خلال الدورة: تحكُّم الأنظمة الاستبدادية في مصائر الأفراد في مسرحية "بين قلبَين" للمُخرج القطَري محمّد يوسف الملّا، ووضْعُ الإنسان في ظلّ الأنظمة الفاسدة في مسرحية "العاصفة" للعُماني عدي الشنفري، واستعادة المناضلات التونسيات ضدّ الاحتلال الفرنسي في "البوابة 52" للتونسية دليلة المفتاحي، والعدالة في ظلّ سيطرة المال والنفوذ في مسرحية "كيف نسامحنا" للإماراتي محمد العامري، والتفاوت الطبقي وثقافة الاحتجاج في "لا فيكتوريا" للمغربي أحمد أمين، والواقع النفسي والاجتماعي للشباب في "اثنين بالليل" لسامر حنا، وقضية الهجرة السرّية في "منطقة حرّة" للبنيني ميغان بردول، وتأخُّر استجابة الحكومات في أفريقيا للأزمات المختلفة في "طبيب بعد الموت" للسنغالي إبراهيما سار، والاغتراب النفسي للعمّال الذي قد يصل إلى حدود غير إنسانية في "غربة" للبولوني جارزي زون...
حضرت القضيّة الفلسطينية، أيضاً، في عروض أُخرى؛ حيث تناولت مسرحية "العاشق" للمُخرج الفلسطيني نبيل عازر محطّات من حياة الشاعر محمود درويش، وقاربت معاني الفقدان والتضحية والصراع والذكرى والموت لدى الإنسان الفلسطيني، وأضاءت "يا طالعين الجبل" للأردني عبد السلام قبيلات تاريخ القضيّة الفلسطينية بدءاً من مذبحة دير ياسين عام 1948 وصولاً إلى مجزرة جنين عام 2002.
حضرت القضايا السياسية والإنسانية من زوايا متعدّدة وبمقاربات مختلفة
وعلى صعيد الندوة الفكرية الدولية التي أُقيمت على مدار أيامٍ ثلاثة، بمشاركة أكاديميّين وباحثين عرب وأجانب، توزّعت المداخلات بين ستّ جلسات، قاربت الموضوع ضمن ثلاثة أبعاد؛ هي: راهنية الطرح في سياق الحرب على غزّة ولبنان، والعلاقة بين الفنّ والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وكيف يمكن للمسرح أن يكون مسرح مقاومة.
من بين الأوراق التي قُدّمت في الندوة: "الإبادة الجماعية في غزّة على المسرح في تونس" لإيناس زرق عيونه، و"من عقد عربي: فلاسفة وشعراء يدافعون عن غزّة" لـ ألان جنجون، و"الرهانات الجمالية على حواف مسرح الإبادة" لعبد الحليم المسعودي، و"المقاومة عند أوغوستو بوال وتجلّياتها الواقعية في غزّة" لعلي حبيب الفريوي، و"المسرح والإبادة الجماعية: صورة سطيف وماي 1945 في أعمال كاتب ياسين" لأحمد الشنيقي، و"فنّ الدمى في زمن الإبادة والحروب الجماعية" لكريم دكروب، و"الفرجة في أعسر الأوقات: قصّة من جنوب أفريقيا" لـ آري سيتاس.
يُذكَر أنّ الدورة الخامسة والعشرين من "أيام قرطاج المسرحية" شهدت مشاركة 125 عرضاً من 32 بلداً؛ من بينها 12 عرضاً في المسابقة الرسمية، وأُقيم خلال أيامها الثمانية عددٌ من الفعاليات؛ من بينها معرض فوتوغرافي يوثّق أعمال المسرحي التونسي الراحل علي بن عياد (1930 - 1972)، إضافةً إلى إعلان وتسليم "جائزة صلاح القصب" في دورتها السادسة، والتي عادت إلى كلّ من المسرحيَّين التونسي منصف الصايم والعراقية عواطف نعيم.