أن تقول وداعاً

أن تقول وداعاً

20 فبراير 2021
ريم يسوف/ سورية
+ الخط -

تمكنتَ أخيراً
من أنْ تقولَ وداعاً
لكُلِّ الأشياءِ
التي لم تكن تَودُّ
أنْ تُفارِقَها

تَفقّد كُرسيك المَصنوعَ مِنَ الحجارة
تَفقّد سَريركَ المُعلّقَ
على أربعِ عُلبِ سردينٍ فارغة،
كي تأمن المكائد
تَفقّد حاشيتكَ
تَفقّد المَماليكَ التي خَسِرَها خُلّانُك
وهم ينتظرونَ أنْ تُسانِدهُم
لكنّك،
والحُبّ يذوي في حياتكَ
يوماً بعدَ آخر
لمْ تستطعِ المَجيء.

البردُ يغطّي المَشهدَ
الذي،
انتظرتَ
أنْ يَطُلَّ مِنهُ الصّيف
مِنْ غَير أنْ يأتي.
وانتظرتَ
مِنْ نافذةٍ تَطلُّ على الشّمال
أنْ يَرجع الأصدقاء
مِنْ غَير أنْ يَرجع أيٌّ مِنهُم.
تَفقّد خُبْزك ونُكْرانك
تَفقّد وَصاياكَ التي لمْ تجد أحداً
تُلقيها عليه.
الحُبّ يَذوي في حياتك
وهذا أمرٌ تأسفُ لأجلهِ حتى المعاطف،
التي بهتَ لونُها على المَشاجِب
تأسفُ لأجلهِ حتى الطُيور،
التي تَتركُ لها
وجباتكَ وقمصانك
وتَتركُ لها أيضاً الأبوابَ مفتوحةً
كي لا تُفاجئها الحريّة
وكي لا تَصنع أقدارَها الأقفاص.
الحُبّ يذوي في حياتك
مرةً أُخرى،
بينما تمضي العاشقة
إلى حياةٍ لا تعرفها.
بين أناسٍ لا تعرفهم.
لتتحدّث عن عواطف لا يعرفونها.
تَفقّد قلبكَ الخالي
تَفقّد حياتكَ الخالية
يَنْسَلُ عنكَ الناس
كما تَنْسَلُ كرةُ الصوف
حتى الغربان
لم تَحُطّ على رأسك
والنوارس لم تُيَمّم عينيك
حتى والحُبّ يذوي في حياتك
لم تُسارع
إلى طلب النجدة
لم تُسارع
لتُمسكَ اليدَ المُغادِرة
أو تلوّح للغدّ؛
بأنْ يأخذكَ في طريقهِ
ويرمي بكَ إلى الآخرين.


* كاتب من سورية

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون