أمينة بن بوشتى.. أدوات التحرّر رمزاً للتقييد

أمينة بن بوشتى.. أدوات التحرّر رمزاً للتقييد

13 يوليو 2022
من المعرض
+ الخط -

تستكشف الفنانة المغربية أمينة بن بوشتى (1963)، في أعمال التجهيز التي قدّمتها منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بنية الاجتماعية المعقدة للحياة المعاصرة، عبر تناول العلاقة بين تشكّل الشخصية البشرية وبين الطبيعة وأدوات الحياة اليومية التي يستخدمها.

تستفيد الفنانة من حقل دراستها في الأنثربولوجيا؛ حيث تخرّجت من "جامعة مكغيل" في كندا، لكنها اتجهت للدراسة الحرّة في "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة" بباريس، وبدأت الاشتغال على ثيمات تتعلّق بالنوع الاجتماعي والحرية والذاكرة والثقافة الشعبية.

حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري صبرينة العمراني" بمدريد معرض بوشتى الجديد تحت عنوان "هل أبواق الملاك سامة؟" والذي افتتح في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ سلسلة من اللوحات الجدارية والمنسوجات إلى جانب رسومات كبيرة الحجم.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تعود الفنانة إلى زهرة "بوق الملاك" (الكولونيا) التي تنتمي إلى فصيلة الباذنجيات، وهي نبات زينة دائم الخضرة مهدّد بالانقراض، والأكثر سمّية بين النباتات وقد يؤدي تناول أيّ من أجزائه إلى الموت، لكن فوائده الطبية عديدة في علاج التشنج والربو وأمراض أخرى، واستخدمته قبائل أميركا اللاتينية لتخدير الآلام منذ مئات السنين.

تستخدم بوشتى ألواناً تتراوح بين القرمزي إلى الأحمر الفاتح في رسوماتها التي تحتوي زهوراً وذئباً كبير الحجم ونموذجاً مصغراً من القنطور الذي صورّته الميثولوجيا الإغريقية كمخلوق أسطوري نصفه العلوي بشري والنصف السفلي لحصان، وكذلك ماكينة خياطة بحجم الإنسان، وترسم هذه العناصر جميعها باللون الأسود بشكل يشابه الأشعة السينية للأحلام/ الكوابيس.

وتزيّن هذه الرسومات بوحدات زخرفية كإطار يذكّر بالبرغوث المكسوّ بالشعر أو الصوف الذي يشير إلى بدايات الاستيطان البشري المرتبطة بالرعيّ. وتشير بن بوشتى إلى أنها ترسم المخاوف التي تمثّل أوهاماً متخيّلة، وهي تستدعي أيضاً رموزاً أسطورية أخرى مثل الغزال الذي يشير إلى الأفعال البطولية وخوارق الطبيعة، والثعبان الذي يرمز إلى الذكاء والخلود، كما تستحضر رموزاً حديثة كماكينات الخياطة والآلة الطابعة التي مارست دورها في تحرّر المرأة وأيضاً في إكراهها على العمل بدون أجر، وتتعامل بالمنظور نفسه مع المجوهرات التي تشير إلى الأناقة والرفاهية لكنها تحيل في الوقت نفسه إلى خضوع المرأة لها.

يُذكر أن "غاليري صبرينة العمراني" يحمل اسم الفنانة الجزائرية التي أسّسته في مدريد عام 2011 ولا تزال تديره إلى اليوم، وهو يركّز في معارضه وورشات العمل والبرامج التدريبية التي ينظّمها على فنانين من الجنوب.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون