استمع إلى الملخص
- أثار قرار الإخلاء ردود فعل واسعة دعمت الاتحاد، مما يعكس أهمية الفعل الثقافي في المجتمع المدني والمؤسسات السياسية التونسية.
- تم الاتفاق على متابعة وضعية المقر التاريخي وتوفير مقرات لأنشطة الفروع، مع التأكيد على إشراك الاتحاد في الأنشطة الثقافية وزيادة الدعم الاجتماعي للكتّاب.
لم يستمرّ الخلاف الذي نشب بين "اتحاد الكتّاب التونسيّين" ووزارة الشؤون الثقافية طويلاً؛ فبعد إعلان الاتحاد، في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن تلقّيه رسالةً من الوزارة، بتاريخ العشرين من الشهر نفسه، تُطالبه فيها بـ إخلاء مقرّه الرئيسي في "نهج سيف الدولة" المحاذي لشارع باريس بـ تونس العاصمة وتسليمه لها في غضون شهر واحد، عاد ليُعلن، بعد يوم مِن ذلك، عن "غلق الملفّ".
وقال الاتحاد، في بيان، إنّ إغلاق ملفّ المبنى، الذي يتّخذه مقرّاً له منذ تأسيسه مطلع السبعينيات، يأتي بعد "تعهُّد سلطة الإشراف في الوزارة بالشروع في أعمال الصيانة والتجهيز بما يليق بمكانته الرمزية وتاريخه في قلوب التونسيّين والتونسيات من حمَلة القلم"، مضيفاً أنّ قرار الإخلاء أثار ردود فعلٍ واسعةً ساندت الاتحاد ودعمته عبر الرسائل والمقالات والبيانات، وهو ما اعتبر أنّه يعكس "العمق الثقافي المتغلغل في المجتمع المدني والمؤسّسات السياسية المؤمنة بأنّ الفعل الثقافي هو جهاز المناعة الرمزي الذي جنّب بلادنا الكثير من الويلات".
هذه الخطوة تلتها خطوةٌ أُخرى تمثّلت في لقاءٍ جمع، أمس السبت، ممثّلين عن الاتحاد بمسؤولين في وزارة الشؤون الثقافية، وتناول المشاركون فيه "وضعية مقرّ الاتحاد التاريخي والرمزي، وضرورة متابعة هذا الملفّ الحسّاس في جلسات لاحقة تنسَّق بين سُلطة الإشراف وأعضاء الهيئة المديرة في اتحاد الكتّاب التونسيين"، و"توفير مقرّات تحتضن أنشطة الفروع وتنشيط علاقاتها بالمندوبيات الجهوية والمؤسّسات المنتمية للوزارة"، وفق بيانٍ للاتحاد.
وحسب البيان نفسه، فقد "ألحّ وفد الاتحاد على ضرورة إشراك اتحاد الكتّاب في مختلف الأنشطة التي تُمكّن الكاتب التونسي من حضور المعارض الوطنية والدولية والمشاركة في الملتقيات الداخلية والخارجية"، وطالب "بمضاعفة حجم المساعدة الاجتماعية للكتّاب التونسيّين، وخاصّة منح العلاج"، و"دعم اتحاد الكتّاب التونسيّين التي عرفت تقلُّصاً ملحوظاً".
من جهتها، أشارت وزارة الثقافة، في منشور على موقعها الإلكتروني، إلى أنّ وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرافي، أكّدت، خلال اجتماعها بأعضاء المكتب التنفيذي لـ"اتحاد الكتّاب التونسيّين"، على "ضرورة الإسراع في أشغال ترميم وصيانة مقرّ اتحاد الكتّاب التونسيين" و"تهيئته بما يليق بمكانة الكاتب والكتاب".