أدهم الدمشقي.. العبث في مواجهة الفجيعة اللبنانية

أدهم الدمشقي.. العبث في مواجهة الفجيعة اللبنانية

26 ابريل 2022
لوحة من المعرض
+ الخط -

يتواصل في غاليري "إكزود" ببيروت، حتى بعد غد الخميس، معرض التشكيلي اللبناني أدهم الدمشقي (1990)، الذي يحمل عنوان "عَبيط"؛ اسمٌ مشبع بالسّخرية، إذ لم يتبقَّ أمام اللبنانيّين سوى هذا السلاح ليواجهوا به مرارة الواقع الثقيلة على حياتهم اليوميّة، خاصّة بعد كارثة انفجار المرفأ في الرابع من آب/ أغسطس 2020. 

يضمّ المعرض 30 لوحة حرص الدمشقي فيها على تنويع الاشتغالات البصرية، كما سعى إلى خلق تعدّدية فنّية يعمل بها الشّعر مع الموسيقى كخلفية للتشكيل. لكنْ لو توخّينا الدّقة، لرأينا أنّ نصيب الحضور الأكبر في الأعمال استحوذ عليه "غودو"، وهو الكلب الذي يصطحبه الفنّان معه دائماً. وفي هذا المخلوق لا يتجسّد البُعد العبَثي للمواجهة، إنّما أيضاً يُستعان به كأداة تعافٍ من الأزمات النفسيّة التي ألمّت بسكّان بيروت.   

الصورة
من المعرض
إحدى لوحات المعرض

على مستوى آخر، يمكنُ القول إنّ تقنيّة التشكيل كشفت عن نفسها، عندما بدأت الأعمال تخترق الواقع وتتمثّل بعناصره، إلّا أنّه تمثيلٌ لا يبالي بالنّحت الدقيق ولا بالنقل الحقيقي للأشياء التي نراها، بل يعتمد على مقولة شائعة في حياة الشارع اللبناني الراهنة مفادُها كلمة واحدة: "اللا معقول"، وكذلك هي الكائنات المُصوّرة، هي مجرّد أخيلة لا معقولة ضخمة تحاول التفلّت من الضّيق والانزواء والمواجهة غير المتكافئة مع الصدمات المتواترة خلال العامين السابقين.

تغلبُ على اللّوحات الألوان الدّاكنة، وفي هذا انعكاسٌ لمُحيطٍ متقشّف، لكنّ "غودو" ظلّ مُميّزاً بذهبيّته الخاطفة والضّاربة إلى الحُمرة أحياناً، وكأنّه يختزل حدود البذخ اللّوني التي لا يُمكن لها أن تتمدّد أكثر من ذلك، كما أنّ عينه الواحدة قادرة ــ على فرادتِها ــ أن تُراقب ماضياً ومستقبلاً يتشاركان القسوة نفسها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون