استمع إلى الملخص
- تُصوّر الشاعرة الوقت ككيان يقتل نفسه ويُبعث من جديد، بينما تتزامن دقات الساعات مع عيون الناس التي ترمش كجنود لم يذهبوا للحرب، مما يرمز للروتين والرتابة.
- تُبرز القصيدة التناقض بين أحلام القنافذ والواقع القاسي، حيث تومض أحلامها كأضواء سيارة ليلية، بينما تستمر الحياة في سحقها بلا رحمة.
جُلود القنافذ تُعبِّد المَمَرّ
المُفضي إلى الساحة
الوقت هناك يعدِم نفسه كلّ يوم
في ساعة الصباح الحليبية
ثم يحيا فجأة كي يفكّ كُبّة الزمن
تَدقُّ السّاعات الحائطية معاً
وفي اللحظة نفسها
في كلّ شارع
ترمش عيون مُصطَفّة
كَجُنود لم يذهبوا إلى الحرب
الذين مَشوا على جلود القنافذ
خُدِشت بأسى بالغ أحلامهم الصباحية
ولم يُدرٍكوا الباص الذي يأخذهم إلى مغسل الملابس
حيث تُغسل مُؤقتا أدمغتهم المتعَبة
لا تعرف القنافذ مَن عبَّد بها الممرّ
الوَطْء على ظُهورها شديد
لكن صرخاتها الخافتة
تتطاير كالغبار
أمام شلّال أنين البشَر
للقنافذ أحلام أيضاً
تُومض في قلوبها
كأضواء سيّارة لَيْليّة
بين كُلّ دَوْس ودَوْس
سَيُغادرون اليوم
رغم آلام القنافذ المبرّحة
سَيَدُوسون الظُّهور المُكوّرة
لقنافذ حالمة بأرض
لا تُداس فيها
أحلامها التي تضيء
بين دَوْس ودَوْس
تحمل قلوبا دامية
تتوارى خلف غابة من الحسك
* شاعرة من الجزائر