Skip to main content
أبو طالب محمد.. القومية والمسرح السوداني
العربي الجديد ــ الخرطوم
(رسم لمدينة الخرطوم عام 1900، Getty)

يواصل "مركز عايدابي لفنون المسرح" منذ سنوات عدّة توثيقه لبدايات الفن الرابع في السودان، وتناقش مضامينه وتقنيّاته، من حلال إصدار مؤلّفات لعدد من الفنانين والباحثين المشتغلين في المسرح، والتي يُتيح تصفّحها في نُسَخ رقمية على موقعه الإلكتروني في مرحلة لاحقة من نشرها.

صدر حديثاً عن المركز كتاب "القومية والمسرح في السودان (1900 – 1940)" للباحث وأستاذ الدراما أبو طالب محمّد، بالتزامن مع صدور مؤلّفات ثلاثة أخرى هي: "الظواهر المسرحية في السودان 1875-1900" للناقد والباحث مجذوب عيدروس، و"مسرح الموقاي في دارفور" للباحث مرتضي جبريل عبد الله، و"حكاية المدينة س ومسرحيات أخرى" للكاتب والمخرج عثمان علي الفكي.

يتناول الكتاب النصف الأول من القرن العشرين حين انفتح المسرح في السودان على التراث

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول أبو طالب محمّد: "اخترت موضوع القومية لأنها القضية الأبرز في الشأن الثقافي السوداني منذ أزمان باكرة وحتى الآن، وهي قضية شغلت العديد من الكتّاب والأدباء والسياسيين السودانيين منذ ظهور الحركات الوطنية ذات التوجّه الوحدوي وحتى الأربعينيات، وهي فترة اعتنى بها الكتاب، إضافة إلى التنوّع الثقافي الذي يمتاز به السودان".

ويوضّح الباحث أن "التنوّع الثقاقي دعمَ الفكر القومي وساعد في وضع لبِنات أساسية للمسرح، كما أن القومية من القضايا التي اشتغل عليها المسرح السوداني في توطيد وحدته الوطنية"، مشيراً إلى أن "الفترة الزمنية التي اشتغل عليها هي التي تكوّنت فيها بذور الفكر القومي وانتجت العديد من الحركات الوطنية والجماعات الأدبية وانفتح فيها المسرح السوداني على متون التراث السوداني القومي المحلي مستهدفاً تقوية سواعده، إضافة إلى ارتباط المسرح السوداني بالنشاط السياسي المناهض للاستعمار على الصعيد السوسيوثقافي".

الصورة

يضيف محمّد: "اتّبعت المنهج التاريخي لأن الكتاب درس سجلّ أربعين عاماً من تاريخ المسرح السوداني، كما جرت الاستعانة بالمنهج التحليلي في قراءة نماذج مسرحية سودانية وتحليلها وفقاً للتوجّه القومي خلال الفترة موضع الدراسة".

ويخلص إلى القول بأن "القومية مسار ثقافي، اهتم بها الأدب السوداني بشكل عام، والمسرح السوداني على وجه الخصوص، ومن أبرز النتائج التي توصّلت إليها تتعلّق بتواصل التجارب المسرحية الحديثة التي تهتمّ بالتوجّه القومي نفسه".

يتضمّن الكتاب مقدّمةً وثلاثة فصول هي: "المعنى والمفهوم الاصطلاحي"، و"تذزير النسق القومي في المسرح السوداني"، والقومية قراءة في تجارب سودانية"، إلى جانب النتائج والتوصيات والخاتمة، وفهرست المراجع والمصادر.

يُذكر أن أبو طالب محمد أصدر عدّة مؤلّفات، منها: "أنماط السّرد في الرواية الأفريقية: رواية الحوالة أنموذجاً - دراسة بنيوة تكوينية"، و"حفريات نقدية: دراسات ومقالات في المسرح والسرد". كما يصدر له قريباً كتابٌ بعنوان "سوسيولوجيا الرواية الأفريقية".
 

الأرشيف
التحديثات الحية