"وفي البداية كانت اقرأ": جولة بين المخطوطات
تحتضن المكتبة التراثية في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة حوالي خمسين ألف مادة تاريخية، تشمل أكثر من ستّة وعشرين ألف كتاب مطبوع، وأربعة آلاف مخطوط تاريخي، وسبعين ألف صورة فوتوغرافية، ونحو ألف وثلاثمئة خريطة، بالإضافة إلى عشرات الأطالس ومجسمات الكرة الأرضية، وآلات الرحالة، ومجموعة ضخمة من المواد الأرشيفية.
تنظّم المكتبة عند الحادية عشر من صباح بعد غدٍ الأربعاء جولة إرشادية افتراضية مباشرة لمعرض "وفي البداية كانت إقرأ" يتعرف من خلالها الزوار على نفائس المقتنيات في المكتبة التراثية وما تحويه من كنوز تعكس ثراء الموروث الثقافي العربي والإسلامي بين الشرق والغرب وتبرز تاريخ دولة قطر وامتداد علاقتها الحضارية.
كما تستكشف الجولة، بحسب بيان المنظّمين، مقتنيات متنوعة ما بين المخطوطات والكتب المطبوعة العربية والإنكليزية والوثائق المهمة والنادرة بالإضافة إلى مجموعة من الصور التي تعكس أنماط الحياة الإنسانية عبر مختلف الحقب والأزمان، وسنستعرض في هذه الجولة ما تركه الرحالة والمستشرقون من أدوات ملاحية وخرائط جغرافية متنوّعة.
تحتضن المكتبة التراثية في "مكتبة قطر الوطنية" حوالي خمسين ألف مادة تاريخية
ويمكن للزائر الاطلاع على ترجمات لاتينية لبعض الكتب العربية القديمة. يعود تاريخ هذه الكتب المترجمة إلى القرن الخامس عشر الميلادي، حينما بدأت الطباعة بالظهور في أوروبا، وتعتبر هذه الكتب من ضمن أندر وأثمن المواد في المكتبة التراثية.
ويتكوّن المعرض الدائم للمكتبة التراثية من اثني عشر قسماً، تتناول العلوم، والآداب، ومكانة المرأة، والرحالة، ومن أبرزها قسم "قطر عبر الزمن" الذي يستعرض تنوّع المصادر التاريخية التي تملكها المكتبة التراثية في ما يتعلق بدولة قطر، وهي مختلفة، إذ يحتوي الأرشيف على وثائق متنوعة وصور فوتوغرافية، ومن أهمها كتب الرحالة والمستكشفين والخرائط التي ذُكر فيها اسم قطر، والمعروضات متاحة ليطلع عليها زائرو المكتبة.
من أقدم المقتنيات في المكتبة مخطوطات ابن الهيثم مثل: "قول في الضوء"، و"مقالة في ضوء القمر"، و"مقالة في صورة الكسوف"، و"قول في أضواء الكواكب"، و"قول في هيئة العالم"، وخريطة بطليموس "سكستا آسيا تابولا" التي طبعت في روما عام 1478، وهذه هي الخريطة الأولى التي طبع فيها اسم قطر باللاتينية "Catara".
يُذكر أنه في عام 2000، أصبحت المكتبة التراثية تحت إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وفي عام 2006 انتقلت لتصبح تحت مظلة "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، وفي عام 2012، أصبحت جزءاً أساسياً من "مكتبة قطر الوطنية".
