"نهضة الغرب الأفريقي": فن المغتربين في الصدارة

"نهضة الغرب الأفريقي": فن المغتربين في الصدارة

29 نوفمبر 2021
(من أعمال آرثر تيموثي، من المعرض)
+ الخط -

ارتبط الفن الأفريقي المعاصر بشكل وثيق مع حركات التحرّر الوطني في القارة السمراء خلال خمسينيات القرن الماضي، في محاولة للعديد من روّاده لتثبيت هوية وطنية وإعادة صوغ علاقتهم مع التراث واستعادة ذاكرتهم الجماعية بعد نيل بلدانهم الاستقلال.

ورغم تزايد الاهتمام العالمي، والغربي منه خاصة، بالفنانين الأفارقة من خلال إنشاء تظاهرات خاصة لإبداعاتهم في أوروبا والولايات المتحدة، وحضورهم المتصاعد ضمن برامج معظم المؤسسات الفنية العالمية، يظلّ التساؤل الأساسي المطروح حول غياب متاحف بمواصفات عالمية في أفريقيا، وضعف الاهتمام الرسمي مع استثناءات قليلة في دول مثل جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا.

"نهضة الغرب الأفريقي"، عنوان المعرض الذي أطلقه "غاليري 1957"، الذي يتخذ فرعين له في العاصمتين الغانية والبريطانية، منتصف الشهر الجاري ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل، حيث يضمّ أعمالاً لعدد من الفنانين الذين يضيئون تحولات اجتماعية وسياسية بارزة في دولهم خلال العقود الأخيرة.

الصورة
(من أعمال جوشوا أوهينيبا تاكيي)
(من أعمال جوشوا أوهينيبا تاكيي)

يشارك في المعرض كلّ من الفنانين غديون أباه، وكويزي بوتشواي، وجوشوا أوهينيبا تاكيي، ولورد أوهيني، وأوكيري بور، وعنان أفوتي، وسيرج أتوكوي كلوتي، وإسحاق إسماعيل، وغودفريد دونكور، وآرثر تيموثي، وعافية بريمبيه من غانا، إلى جانب الفنانين النيجيريين أوليفر أوكولو، ويووُن أديريمي، وبيتر أوينغيري. 

يعود آرثر تيموثي إلى الأرشيفات الفوتوغرافية لعائلته التي تفرّقت بين مجالات السياسة والمحاماة والفن في محاولة للربط بين سيرته الذاتية ــ وهو المولود لأب من سيراليون وأم غانية ــ وبين التغيّرات الاجتماعية والسياسية التي تعيشها بلاده بعد الاستعمار، مبيناً كيف تحوّلت الثورات التي أزاحت الاستعمار إلى أنظمة استبدادية لاحقاً.

أما سيرج أتوكوي كلوتي، فيقدّم في أعماله مفهوم "أفروغالونيزم" الذي يستكشف ثنائية الاستهلاك والضرورة في حياة الأفارقة المعاصرة، وقضايا الهيمنة الجنسانية والعِرقية من خلال إعادة تشكيل الأقنعة الأفريقية برؤية مخالفة لتلك التي رآها الفنانون الأوروبيون، مستخدماً وسائط متعددة مثل الأعمال الإنشائية والتصوير والنحت والفنون الأدائية، التي يقارب من خلالها قضايا بيئية وسياسية واجتماعية وثقافية.

ويتناول أوليفر أوكولو ملامح الشخصية الأفريقية في أعماله، حيث يرسم الرجال والنساء في صور الحياة اليومية ولكن بإحساس تجريدي متزايد، وغالبًا ما يركّز على النظرات المحدّقة للأشخاص الذين يرسمهم، في محاولة لتفكيك الصور النمطية التي تشكّلت عن الشخصية الأفريقية.
 

المساهمون