"مهرجان مقامات": بحث نظري في الموسيقى
مع بداية الشهر الجاري، انطلقت في المغرب تظاهرات موسيقية عدّة كانت قد توقّفت خلال العامين الماضيين بسبب القيود المشدّدة التي فرضتها جائحة كورونا، خاصة على الفعاليات التي تستقطب جمهوراً واسعاً، ففي وقت تتوزّع عروض "مهرجان كناوة" على عدد من المدن، تحتضن مدينة شفشاون "ملتقى الأندلسيات" الأسبوع المقبل، ويُفتتح بعد غدٍ "مهرجان الطرب الغرناطي" في مدينة وجدة.
مهرجانات تعتمد العروض الموسيقية بشكل أساسي، بينما يركّز "مهرجان مقامات"، الذي انطلقت دورته الثانية عشرة في مدينتي الرباط وسلا في السادس من الشهر الحاري، على لقاءات مع عدد من الباحثين والفنانين وحفلات إشهار الكتب، إلى جانب ندوة علمية.
المهرجان الذي تنظّمه "جمعية أبي رقراق" ويتواصل حتى مساء بعد غدٍ الجمعة، افتُتح بعرض استعراضي تحت عنوان "عاصمة الثقافة والأنوار في بديع النثر والأشعار" من إعداد وإخراج عبد المجيد فنيش، ويتناول تاريخ العاصمة المغربية من خلال لوحات غنائية تعتمد أشكالاً فنية متعدّدة، مثل الملحون والإنشاد والموسيقى الشعبية.
يشارك في الدورة الحالية أكثر من ثلاثين شاعراً وموسيقياً ضمن فعاليات تتوّع على فضاءات عدّة منها "مسرح محمد الخامس"، و"جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة"، و"الخزانة العلمية الصبيحية"، و"المركب الثقافي والسينمائي"، و"مسرح البتول التيال".
ويكرّم المنظّمون الفنان والباحث أحمد بيرو (1932)، والذي درس الموسيقى الأندلسية في أربعينيات القرن الماضي على يد موسيقيين مثل أحمد بناني، والحسين بلمكي، والحجام الفقيه، والسبيع المصطفى المعروفي، وأصدر العديد من المؤلّفات؛ منها كتاب يوثّق خصوصيات وأساليب وإيقاعات الموسيقى الغرناطية.
ويشتمل برنامج اليوم الأربعاء على لقاء مع الباحث يحيى الشيخ بعنوان "المغرب الروحي وإشعاعه العالمي قديماً وحديثاً"، كما تُعرض مسرحية "الوصية" من تأليف وإخراج المهدي البكاري، إلى جانب لقاء مع الكاتبة ياسمينة الصبيحي التي توقّع كتابها حول المتصوّف أحمد التيجاني.
ويوقّع غداً الخميس الكاتب عبد الله بايدة كتابه "مهاتفة لا تقاوم موزارات"، كما يقام لقاء مع الزجّال مصطفى ويسعدن الذي يوقّع كتابه "جود ليام"، ولقاء آخر مع الشاعرة الغنائية سعاد بنار السباعي التي توقّع مؤلّفها "ترصيعات غنائية".
