"مهرجان الأراغوز".. تراث فنّي تحفظه الدُّمى
عام 2004 رحل الفنّان المصري حسن خنّوفة بعد مشوار طويل قدّم فيه مئات العروض التي تنتمي لمسرح خيال الظل، مستلهماً تراثاً عريقاً من الاشتغالات التراثية عند ابن دانيال في القرن السابع الهجري، وجعفر الراقص وغيرهما.
لكن قبل وفاة خنّوفة بعام واحد، تأسّست فرقة "ومضة" لمسرح خيال الظل على يد الفنان والباحث نبيل بهجت، وهو واحد من الذين تأثّروا بصاحب "البابات" (الاسم الذي يُطلَق على عرض خيال الظلّ، وكذلك النص المعدّ لهذا الغرض).
مساء الإثنين المُقبل يحتضن "بيت السنّاري" في القاهرة، فعاليات الدورة الثالثة من "مهرجان الأراغوز"، والذي ينتظم بالتعاون مع فرقة "ومضة". وتأتي التظاهرة في سياق متابعة المسيرة التي انطلقت منها الفرقة قبل قرابة عشرين عاماً، والتي تتمثّل في محاولة صون تراث فنّي خيال الظل والأراغوز، بعد الانحسار الكبير الذي شهداه مع تطوّر الوسائط الترفيهية أو التعليمية وظهور زمن الشاشات.
ويعتمد هذا الفن في أدواته على دمى يُحرّكها الممثلون، أما موضوعاته فارتبطت منذ ظهوره بالإشارات الفكاهية والنقد الاجتماعي، وهذا ما حاولت الفرقة نقله أيضاً عبر عروضها وورشاتها التي تجاوزت 80 ورشة توزّعت بين مصر وأنحاء مختلفة من العالم، كما قدّمت ما يقارب من 30 مسرحية منذ تأسيسها إلى اليوم.
ورغم ما يحيط عادةً بفنّ الأراغوز من أنّه ينتمي إلى عوالم سحرية، إلّا أنّ هذه الدورة تشهد رؤية جديدة، لا تقوم على إعادة التعريف والتقديم فحسب، بل تأكيد الفرقة على أنّ مشروعها في الأداء والكتابة معاً يقوم على الانتماء الحقيقي لروح العصر الذي نعيشه بما فيه من قضايا شاغلة وواقعية.
الجدير بالذكر أنّ الباحث والمسرحي نبيل بهجت كان قد أصدر مؤخّراً كتاباً يتناول فيه تاريخية فنون خيال الظل والأراغوز بعنوان "مسرح خيال الظل المصري من جعفر الراقص حتّى الآن" وصدر عن "الهيئة العامة المصرية للكتاب".
