"ملتقى لازم مسرح": دراما اللحظة المعاصرة

"ملتقى لازم مسرح": دراما اللحظة المعاصرة

01 ابريل 2021
(من عرض فيلم "بلية" لـ إيمان حسين)
+ الخط -

يعدّ ملتقى "لازم. مسرح" في الإسكندرية من المبادرات الثقافية القليلة التي استمرت في نشاطها بعد ثورة يناير في مصر عام 2011، والتي أفرزت حينها العديد من الفرق الموسيقية والمسرحية والروابط الفنية التي ركّزت على أشكال حديثة لم تكن ضمن الاهتمامات التقليدية للمؤسسات الثقافية عموماً.

الملتقى الذي تأسس في آذار/ مارس عام 2012، سعى إلى الاشتباك مع الأحداث السياسية والاجتماعية، للتأكيد على دور المسرح كضرورة حياتية في الحضارات، وانبثق هذا التصور من رصد ممارسات حقيقية للمشهد المسرحي العربي خلال العامين الاولين للانتفاضات العربية، واللذين شهدا عدة تجارب قدمها فنانون مسرحيون عرب شباب تحدت الفن الآمن وتفاعلت مع الحراك الجماهيري.

تحت عنوان "التاريخ المعاصر/ الآن"، انطلقت فعاليات الدورة السابعة من التظاهرة التي يستضيفها "مركز الجزويت الثقافي" في مدينة الإسكندرية، في السابع والعشرين من الشهر الماضي، تزامناً مع يوم المسرح العالمي، وتتواصل حتى الرابع من الشهر الجاري.

يستكشف االملتقى التطور الناجم عن انتشار الوباء وتبعاته من خلال تقاطع الفنون مع المجتمع والسياسة

 يأتي الملتقى "في ظروف عالمية استثنائية غالباً، سيطلق على هذه الأوضاع في المستقبل وصف لحظات وأوقات تاريخية كالكثير من الأوقات التي عايشناها منذ مطلع القرن الواحد والعشرين. الآن كل ماهو نشاط  جماعي واجتماعي معطل أو معدل وبالطبع المسرح في مقدمة الأنشطة الإنسانية المتضررة من الجائحة"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلغاء نسخة 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا، يحيث تشكّل الدورة الحالية "محاولة لاستكشاف التطور الناجم عن انتشار الوباء وتبعاته من إغلاق عام وحظر للسفر وإجراءات احترازية تمنع التجمعات حاولنا من خلالها الحفاظ على توجهاتنا المنحازة للفنون الأدائية التي تتقاطع مع المجتمع والسياسة".

عُرض يوم الافتتاح فيلم "إنه متحف بريطاني جداً" للمخرجة سيتا باتيل، والذي يستند إلى فكرة الاحتجاج/ التعارض في بعض الأماكن كالمتحف البريطاني لمساهمته فى سلب التاريخ من خلال التعليق على المناقشات الجارية بشأن استرجاع المتاحف للآثار المسروقة زمن الاستعمار، واستكشاف العلاقات المعقدة التى أصبح عليها العالم حالياً بسبب المتاحف عبر استخدام الحركة والإسقاطات والرسوم المتحركة.

ويتضمّن البرنامج عرض فيلم "بلية" من تصميم وإخراج إيمان حسين، والذي يتتبع علاقة "الأسطوات" ومساعديهم في إحدى ورش إصلاح السيارات، وما تخلقه هذه العلاقة من تداخل بين العمل وإيقاع الحياة اليومية لتفتح مساحات جديدة للحركة، وفيلم "إذا سمحتم" من تصميم وإخراج نرمين حبيب، والذي يتناول الروتين اليومي وصعوبة امتلاك مساحة خاصة بعيداً عن الضجيج وزحام المرور والشوارع.

إلى جانب ورشة كتابة وتلحين جماعي يقدّمها سلام يسري، وورشة أخرى بعنوان "فالتر بنيامين والمسرح السياسي.. ما الذي يجعل المسرح سياسياً"، وتطرح تساؤل كيف يخاطب المسرح السياسي جمهوره؟ من خلال استكشاف تطور الدراما منذ المسرح القديم لأرسطو حتى ما بعد المسرح الدرامي اليوم.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون