"مكتبة قطر الوطنية": حفظ التراث من منظور مجتمعي

"مكتبة قطر الوطنية": حفظ التراث من منظور مجتمعي

19 ابريل 2021
(عمل للفنان القطري فرج دهام)
+ الخط -

"دور المجتمع المحلي في حفظ التراث" عنوان الندوة التي نظّمتها افتراضياً "مكتبة قطر الوطنية" مساء أمس الأحد بالتعاون مع مبادرة الأدب القطري، تحدث فيها عدد من الخبراء والمتخصّصين عن مساهمة وجهود المؤسسات ودور الأفراد عبر استعراض تجارب المكتبات والمتاحف الخاصة وشغف الاقتناء الشخصي في حفظ التراث الوثائقي.

في كلمته الافتتاحية، أشار حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس المكتبة، إلى توقيع قطر على اتفاقية حماية التراث الثقافي التي ترسّخ لأطر تنظيمية تحافظ على المواقع الأثرية، كما تبيّن مختلف مستويات التعامل معها نحو تعزيز ممارسات الدول في المحافظة على تراثها المحلي والوطني.

وأوضح أن المحافظة على التراث ليست مقتصرة على الدولة ومؤسساتها الرسمية بل تتخطاها إلى القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المحلي والأفراد، لافتاً إلى أن المكتبة تعمل حالياً على وضع تصور كامل لحدث شهري يقارب الصالون الثقافي لتعزيز الجوانب التراثية والثقافية وذلك بالتعاون مع إحدى المؤسسات الثقافية الكبرى لخدمة المجتمع.

أما مريم المطوع، رئيسة قسم إتاحة المجموعات بالمكتبة، فتناولت في مداخلتها تعريف التراث الثقافي بنوعيه المادي وغير المادي، مشيرة إلى أن "مكتبة قطر" تحتوي مجموعة واسعة من الكتب والمواد الأرشيفية التي تتناول التراث المحلي وكذلك الحضارة الإسلامية بشكل عام، حيث تضم حوالي 175 ألف قطعة نادرة منها 26 ألف كتاب مطبوع بمختلف اللغات، وما يزيد على 1300 خريطة نادرة و4 آلاف مخطوطة إلى جانب المواد الأرشيفية التي تشكل مصادر للباحثين في مجالات العلوم والطب والفيزياء وغيرها، وهي تواصل جهودها ومبادراتها كما في مشروع مبادرة المجموعات الخاصة التي تسعى خلاله المكتبة بالتعاون مع العوائل إلى الحصول على نسخ رقمية من الوثائق والصور والمواد، التي يمتلكها أفراد المجتمع لتكون ضمن المجموعة الرقمية للمكتبة.

تحدث المشاركون عن مساهمة المؤسسات، والأفراد عبر استعراض تجارب المكتبات والمتاحف الخاصة

بدورها، ناقشت الباحثة ومؤسسة مبادرة الأدب القطري هيا الدوسري توظيف التراث في الأدب الذي يعدّ عنصراً بارزاً في كثير من الأعمال الأدبية السردية والمسرحية، مبيّنة أن الأعمال القطرية لم تكن بعيدة عن هذا التوظيف، مستعرضة أمثلة عدة منها: روايات "أرحمة" لعبد العزيز المحمود، و "فرج – قصة الحب والعبودية" لمحمد علي عبد الله، و"ماء الورد" لنورة فرج، و"الظل والضوء" لشمة الكواري، وعدد من أعمال الروائي أحمد عبد الملك، كما نجده في مسرحيتي "أبو حيان التوحيدي" لحمد الرميحي، و"أم الزين" لعبد الرحمن المناعي، وغيرهما.

وتحدث عبد العزيز البوهاشم السيد عن تجربته في اقتناء الكتب النادرة حول التراث القطري وغيره، حيث قاده بالتاريخ إلى أن يقتني مجموعة من الكتب النادرة والمخطوطات من قطر والوطن العربي وأوروبا تتحدث عن التراث القطري، وعن الحضارة الإسلامية إلى جانب مدوّنات ودفاتر خاصة تتحدث عن التراث البحري القطري وزمن صيد اللؤلؤ، والعديد من الدوريات القديمة من مجلات قطرية وعربية قديمة.

وتناول عبد الله الغانم المعاضيد، صاحب متحف مقتنيات خاصة بالتراث القطري، تجربته في جمع أكثر من مائتي قطعة أثرية نادرة تعبر عن البيت القطري وعن التراث القطري بشكل عام، مستعرضاً العديد من النماذج التي يمتلكها المتحف ومشاركاته في العديد من المعارض، ومن أبرزها "معرض مال لول" في متاحف قطر، كما بيّن الصعوبات الخاصة بتأهيل المتحف لاستقبال الكثير من الزائرين وخططه للتطوير وتوسيع المكان لاستيعاب قطع أثرية أكثر.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون