"معرض الدوحة الدولي للكتاب": دورة الخروج من الجائحة

"معرض الدوحة الدولي للكتاب": دورة الخروج من الجائحة

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
19 يناير 2022
+ الخط -

أضفى "معرض الدوحة الدولي للكتاب"، في دورته الحادية والثلاثين، المتواصلة حتى 22 كانون الثاني/ يناير الجاري، مزيداً من الحراك والفاعلية على الساحة الثقافية القطرية العربية، بعد انحسار الأنشطة الثقافية المتنوّعة، الناجمة عن إجراءات مكافحة فيروس كورونا.

ويشهد المعرض المُقام في "مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات" منذ 13 من الشهر الجاري، مشاركةَ 430 دار نشر، فضلاً عن 90 توكيلاً لناشرين من دول عربية، إلى جانب العديد من المشاركات المحلّية. كما يشارك كلٌّ من صحيفة وموقع "العربي الجديد"، و"التلفزيون العربي"، عبر جناحٍ موسَّع، وفي ركنٍ منه يمكن للزوّار تقديم موجَز لنشرة الأخبار وكأنّه بثٌّ مباشَر عبر شاشةٍ تحمل شِعار "العربي".

ويحضر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بجناح يضمّ إصداراته الجديدة والقديمة. وعن ذلك يقول الباحث في المركز، مجد أبو عامر، في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، إنّ المركز يشارك في هذه الدورة بما يناهز 470 عنواناً، بما فيها السلاسل التي يُصدرها، وهي سلسلة "طيّ الذاكرة" التي تهتمّ بإصدار الكتب الأُولى في النهضة العربية، إضافة إلى "ذاكرة فلسطين"، التي تُعنى بنشر كتب حول القضية الفلسطينية، و"دراسات التحوّل الديمقراطي" التي تُعنى بشكل أساسي بدراسات ثورات الربيع العربي والتحوّل الديمقراطي، وهو جزء أساسي يركز عليه "المركز العربي" في إنتاجه البحثيّ، فضلاً عن سلسلة "ترجمان"، والتي فازت خمسةُ عناوين من إصداراتها بجائزة "الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي"، آخرها كتاب "البراغماتيون الأميركيون"، من تأليف شيريل ميساك وترجمة جمال شرف، و"معجم العلوم الاجتماعية" من تأليف كريغ كالهون وترجمة معين رومية، إلى جانب أعداد دوريات المركز العِلمية المحكّمة، ومنها "عُمران" و"تبيّن" و"أُسطور" و"حِكامة" و"استشراف" و"سياسات عربية" و"المنتقى".

تشهد الدورة الحالية مشاركة 430 ناشراً من قطر وبلدان عربية

وأوضح أبو عامر أنّ من الأهداف الرئيسة لـ"المركز العربي"، منذ تأسيسه كمؤسّسة بحثيّة مستقلة، إجراء الحوار والتفاعل بين المثقّفين والباحثين العرب، لافتاً إلى أن "معرض الدوحة" يمثّل فرصة للالتقاء والتعريف بإصدارات "المركز" وإنجازاته وأفكاره، لما يوفّره المعرض من تفاعل مع المجتمع القطري ومع الكتّاب والناشرين العرب.

من جهته، عبّر الروائي والقاصّ القطري، جمال فايز، في حديثه مع "العربي الجديد"، عن سعادته بعودة المعرض بعد توقّفه العام الماضي بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى التنوّع الثقافي والمعرفيّ الذي يوفّره من خلال الكتّاب والناشرين الحاضرين، إضافة إلى التدشينات الجديدة والمحاضرات والندوات الثقافية.

وعن مؤلّفاته الجديدة التي يشارك بها في المعرض، أوضح فايز أنه سيُطلق يوم غد الخميس روايته الثانية، "شتاء فرانكفورت"، الصادرة حديثاً عن منشورات "خطوط وظلال"؛ كما قدّم، قبل أيام، من خلال "الملتقى القطري للمؤلّفين"، ثلاثة من أعماله المترجمة إلى البولندية والفارسية والهندية، والتي لم يُتح تقديمُها العام الماضي بسبب التأجيل.

يشارك المركز العربي بقرابة 500 عنوان من إصداراته 

ويشهد المعرض توقيع العديد من الإصدارات الجديدة؛ من بينها "قطر التي عِشناها: تاريخُها وشعبُها وحُكّامُها" لمؤلّفه فيصل بن قاسم آل ثاني، والصادر عن "دار جامعة حمد بن خليفة للنشر". وقال آل ثاني في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، إنّ قطر بحاجة إلى هذه المعارض، لأنها تحتضن مجموعة من الجامعات العالمية التي تضمّ أعداداً كبيرة من الطلّاب الذين يحتاجون إلى المزيد من المعرفة والثقافة التي يوفّرها المعرض، وأشار إلى الإقبال اللافت على اقتناء الإصدارات من قِبَل القطريين والمقيمين في البلد والزوّار.

وحول الكتاب الذي وقّعه، قال آل ثاني إنّه قبل ثلاثين سنةً كان يحصل على أيّة معلومة عن قطر بالتواصُل مع رجال البلد المسنّين. لكن "بسبب رحيل كثير منهم، قرّرتُ أن أضع ذاكرتي في كتاب لتجد فيه الأجيال المقبلة ما تحتاجه من معلومات عن قطر"، مضيفاً: "نبعت فكرة العمل من رغبتي في التأريخ بالوثائق والصور النادرة لمسيرة قطر منذ نشأتها إلى اليوم، بالاعتماد على مصادر موثوقة، وممّا قرأته وسمعته ورأيته من مواقف حيّة في مجالس أهل قطر وحكّامها".

وأشار إلى أنّ الكتاب يأتي في عشرة فصول، وتجري ترجمته إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والتركية والصينية والهندية والفارسية والبرتغالية، موضّحاً أن العمل يتوقّف عند "نشأة قطر التي مرّت بالعديد من التحدّيات والسنوات الصعبة التي لا تخطر على بال، قبل أن تتصدّر قائمة الأغنى والأعلى دخلاً للفرد سنويّاً، وصاحبة أفضل مطار وأفضل شركة طيران وأكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي المُسال في العالم مطلع القرن الحادي والعشرين، ولتلك التحديات والإنجازات مسيرة مُلهمة".

من جهة أُخرى، تقول إحدى زائرات المعرض، سميحة حمّودي المنصوري وهي تونسية مقيمة في قطر، لـ"العربي الجديد"، إنّ على الكتاب المطبوع أن يصمد، مشيرة إلى دور القرّاء والناشرين ووسائل الإعلام في دعم استمرارية "معرض الدوحة" وسواه من معارض الكتاب العربية، من أجل ترسيخ مكانة القراءة، وخاصّة في صفوف الناشئين. وترى المنصوري أنّ الكتاب الورقيّ لا يُقارَن بنظيره الإلكتروني، "فعندما يقرأ الإنسان الكتاب المطبوع يجد متعة يفتقدها لدى مطالعته من خلال شبكة الإنترنت أو الوسائل الحديثة".

يُشار إلى أنّ الإقبال ملحوظٌ على زيارة المعرض، رغم الاحتياطات المتّخذة في ظلّ الجائحة، حيث يُشترط لزيارته التسجيلُ المسبَق عبر موقعه الإلكتروني، كما حُدّدت نسبة الحضور فيه بثلاثين بالمائة من طاقته الاعتيادية.

 

ذات صلة

الصورة
انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين - حسين بيضون

سياسة

انطلقت في الدوحة، صباح اليوم السبت، أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثانية، الذي يُنظّمه "المركز العربي للأبحاث" ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.
الصورة
سعدية الغمرواي (العربي الجديد)

مجتمع

قرّرت سعدية الغمرواي ابنة محافظة البحيرة المصرية، إكمال دراستها الجامعية بعد الحصول على مؤهل متوسط، وانتقلت إلى القاهرة، لتخوض رحلة اكتشاف شغفها في الحياة، قبل أن تقرر الاستقرار مرة أخرى في قريتها، وتأسيس مصنع للأثاث.
الصورة
	 لدى الإنسان آلية تمكنه من إرجاع عقارب الساعة (Getty)

منوعات

قد يختلف العمر الزمني عن العمر البيولوجي في حال التعرض للضغوط النفسية لأسباب مختلفة، وفقاً لنتائج دراسة جديدة أشارت إلى أننا نصبح أكبر سناً من الناحية البيولوجية عندما تكون أجسادنا تحت الضغط، لكننا نعود أصغر سناً مرة أخرى عندما نتعافى من الضغوط.
الصورة

منوعات

بعد توقف لأربع سنوات بسبب الجائحة، عاد مهرجان "سومو بكاء الأطفال" الذي يتواجه فيه عشرات الأطفال اليابانيين وهم يبكون، فيما يُعتقد أنه يحسّن من صحتهم.

المساهمون