"مصطفى وهبي التل".. السياسة في سيرة الشاعر

"مصطفى وهبي التل".. السياسة في سيرة الشاعر

11 اغسطس 2022
مصطفى وهبي التل (عرار)
+ الخط -

يشير الباحث ثامر سالم الذنيبات، في كتابه "مصطفى وهبي التل (عرار) ودوره في الحياة السياسية الأردنية في عهد الإمارة 1921-1946"، إلى جوانب من سيرة الشاعر الأردني بالاعتماد على مقالاته المنشورة وخطاباته منذ مشاركته في المظاهرات ضدّ الاستعمار أثناء دراسته، وصولاً إلى رفضه التبعية له في دولة ما بعد الاستقلال.

الكتاب الذي صدر حديثاً عن "سلسلة "فكر ومعرفة" في وزارة الثقافة الأردنية، يعود إلى بدايات تشكّل وعي عرار السياسي عبر مشاركاته في جلسات الجمعيات السياسية؛ السرية والعلنية، التي كانت تنشط في دمشق خلال الحرب العالمية الأولى، حين كان طالباً في "مكتب عنبر"، وتعرّض جراء مواقفه إلى النقل التأديبي من قِبَل السلطات العثمانية إلى مدارس عديدة.

ومع تأسيس إمارة شرق الأردن، أيّد التل ومجموعة من السياسيين حركة التمرّد التي قام بها سلطان العدوان في أوائل أيلول/ سبتمبر عام 1923،حيث نظّم مظاهرة مسلّحة توجّهت من حسبان إلى عمّان بهدف الإطاحة بحكومة مظهر أرسلان، التي فرضت ضرائب على قبيلة العدوان واستثنت غيرها، وكان جلّ وزرائها من "حزب الاستقلال السوري".

الصورة
غلاف الكتاب

يروي الكتاب تفاصيل سجن عرار ورفاقه في معان قبل نقلهم إلى سجن جدّة (التي كانت لا تزال تحت سلطة الحسين بن علي)، حيث تعرّضوا إلى التعذيب والإهانة حتى صدر العفو عنهم بعد نحو أثمانية أشهر، وهناك نظم عرار قصيدته "راهب الحانة" التي يقول فيها: "سدّت الأرض بوجهي/ باب إمكان الهناء/ والسماء أحسبها كالأرض/ يعنيها شقائي/ فأنط الكأس والصه/ باء أسباب رجائي/ راهب الحانة واقتلني/ خلوداً في فنائك".

لكنّ الشاعر بعد عوته إلى عمّان، عقد العزم على مهاجمة خصومه في الحكومة الأردنية الذين تسبّبوا في سجنه ونفيه، وأخذ ينشر مقالات في "جريدة الكرمل" الحيفاوية بتوقيع "عرار"؛ الذي أصبح لقبه واسمه حتى رحيله، ينتقد فيها علاقتهم مع سلطة الانتداب البريطاني، وأطلق عليهم "جواسيس الإنكليز"، بالإضافة إلى كشف فسادهم في الحكم وإدارة المال، مطالباً بمحاسبتهم على أعمالهم، بحسب المؤلّف.

بموازاة ذلك، ناصر عرار الثورة السورية الكبرى ضدّ الاستعمار الفرنسي، وكتب رثاء على صفحات "الكرمل" في شهيدها القائد أحمد مريود (1886 – 1926)، وهاجم أيضاً مشروع روتنبرغ الذي خوّلت فيه سلطة الانتداب البريطاني للوكالة اليهودية بناءَ محطة كهربائية في شرق الأردن، عبر تمليكها أراضٍ في منطقة الباقورة، وكانت له مطامع أخرى في تطوير حوض نهر الزرقاء.

في الوثائق التي يستند إليها الكتاب، نتابع مواقف عرار ضدّ فساد الحكومات الأردنية وصلات مسؤوليها بالإنكليز، ورفضه أيضاً المعاهدة البريطانية الأردنية عام 1928، ولسياسات الحركة الصهونية، كما توضحها مقالاته المنشورة في الصحافة السورية والفلسطينية خلال خمسة وعشرين عاماً هي الإطار الزمني للدراسة.

أتى الكتاب في ثلاثة فصول؛ يتناول الأوّل نشأة مصطفى وهبي التل وحياته، وثقافته، ومؤلفاته، فيما يتحدّث الفصل الثاني عن دور التل في شرقي الأردن في الحقبة الواقعة ما بين العامين 1912-1930، أما الفصل الثالث فيتناول دوره السياسي في الحقبة الواقعة ما بين 1931-1946.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون