"مدن الثقافة الأردنية": استتنئاف بعد تأجيل

"مدن الثقافة الأردنية": استتنئاف بعد تأجيل

23 مايو 2021
محمود صادق/ الأردن
+ الخط -

أعلنت وزارة الثقافة الأردنية مؤخراً عن استنئاف مشروع مدن الثقافة بعد توقّفه العام الماضي بسبب تفشّي فيروس كوفيد – 19، وإغلاق معظم مراكزها وهيئاتها عدّة مرات لفترات طويلة، وبذلك تأخذ المدن الفائزة باللقب فرصتها خلال العام الجاري.

المشروع الذي انطلق عام 2006، أتى جزءاً من خطّة التنمية التي شكّلت أوّل تصوّر يحدّد السياسات الثقافية الرسمية، وانتظم طوال السنوات الماضية بحيث غطّى جميع محافظات المملكة الإحدى عشرة، باستثناء العاصمة عمّان، وتقوم فكرته على اختيار مدينة كلّ عام، لتتوزّع الميزانية المرصودة لها بين تأسيس بنية تحتية للثقافة فيها، حيث كانت تخلو منها معظم المدن الأردنية، وبين دعم تظاهرات وفعاليات وإصدارات كتب للمبدعين في هذه المدينة وترويجها.

واختارت الوزارةُ القويرةَ في جنوب الأردن، والهاشمية في وسطه، والبادية الشمالية مدناً لهذ العام، لتنفيذ حوالي ثلاثة وعشرين مشروعاً تمّ إقرارها، نُفّذت منها بعض الندوات وورش العمل التي تتعلّق بتوثيق التراث الشفوي غير المادي في السنة الماضية، على أن تستكمل البقية خلال الأشهر السبعة المقبلة.

اختارت وزارة الثقافة كلّاً من القويرة في جنوب الأردن، والهاشمية في وسطه، والبادية الشمالية مدناً لهذا العام

لم تخضع الفكرة إلى أيّة مراجعة جذرية وجدّيّة بعد ثلاثة عشر عاماً من إطلاقها، بل إنه، وبعد أن نالت جميع المدن الرئيسية (أي مراكز المحافظات) هذا اللقب، باتت تُقام منذ العام الماضي في ثلاث مدن أصغر، من دون مناقشة دواعي استمرارها على هذا النحو بين الفاعلين في المشهد الثقافي.

ومن بين برامج المدن الثلاث توفير قاعدة بيانات واسعة تشكل مدخلاً لإعداد الخطط والسياسات المناسبة لحماية المواقع التراثية والأثرية، إلى جانب إنشاء الجداول والصور والأفـلام والوثائق الخطية والخرائطية لمسارات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1917، داخل المواقع التاريخية، ضمن آلية عرض ثنائية وثلاثية الأبعاد. كما سيتمّ إنتاج فيلم وثائقي بعنوان "مدينة القلم والبندقية" من تأليف الكاتب محمود الزيود واخراج علاء ربابعة، وعقد ندوات عن تاريخ المدن، وسيقام في القويرة معرضٌ متخصّص بالأعشاب الطبّيّة المعروفة في المنطقة، وورشٌ تدريبية في الحِرَف التقليدية اليدوية.

وتنظّم برامح أخرى حول المواضيع التالية: "الوشم في البادية الشمالية ودلالاته"، و"حصر وتوثيق الأعشاب والنباتات الطبية والشعبية واستخدامها في الموروث الشعبي"، و"حفظ الموروث الشعبي/ الوسم"، و"حصر وتوثيق الموروث الشعبي/ قصّ الأثر والفراسة"، و"طقوس وحكايا حرث الأراضي الوعرة باستخدام الحيوانات"، و"ذاكرة المكان" الذي سيضيء قصر برقع، وهو أحد القصور الصحراوية التي بناها الأمويون بالقرب من مدينة المفرق، و"جمع القصائد النبطية والحكايا المتعلّقة بالقصر"، و"القضاء العشائري في الأردن"، و"الممارسات والمعارف المتعلّقة بالهجن"، و"قصص الغزل.. قصة لا تنتهي.. توثيق عملي/ نظري".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون