"مجلة المرفأ" السودانية : عدد ثامن

"مجلة المرفأ" السودانية : عدد ثامن

27 مايو 2021
كمالا إسحاق/ السودان
+ الخط -

في آب/ أغسطس الماضي، أعلن "مركز الفاتح ميكا الثقافي" في مدينة الخرطوم بحري (شمال العاصمة السودانية) عن صدور العدد الأول من "المرفأ"، وهي مجلة فصلية إلكترونية تهتمّ بالشان الثقافي السوداني والعربي عموماً.

انتظمت المجلة في الصدور ضمن مرحلة تشهد تغيّرات عقب الانتفاضة الشعبية نهاية عام 2018، في بلد توقّفت فيه العديد من الصحف والمجلات الثقافية منذ الاستقلال، حيث صدر العدد الثامن منذ أيام، وتضمّن مجموعة نصوص قصصية وشعرية ومقالات وحوارات صحافية.

تنتظم المجلة في الصدور إلكترونياً منذ آب/ أغسطس من العام الماضي

في مقاله "غناء الحقيبة.. لماذا؟"، يرى أستاذ الموسيقى السوداني أنس العاقب أن المراحل التاريخية في الإبداع، وفي الغناء خصوصاً، لا تلغي بعضها أو تنحّيها من ذاكرة التاريخ، مؤكدًّ أن غناء الحقيبة الذي يعدّ من أبرز الفنون الشعبية التي تعتمد الرق والطبل في السودان وتعود بداياته إلى بداية القرن الماضي، يزدهر هذه الأيام مع تراجع أنماط موسيقية عديدة شاعت خلال العقود الأخيرة.

أما في مقاله "همهمات في النقد الأدبي"، فيتطرّق الشاعر السوداني يبات علي فايد إلى كتاب "البديع في نقد الشعر" لأسامة بن منقذ، الذي يتحدّث في أحد فصوله عن مسألة اللفظ على قدر المعنى فلا يكون أطول منه ولا أقصر، حيث اعتبرت العرب أن الكلام حينها يصبح واسعاً ويضيع معناه، إلى أن أتى عبد القاهر الجرجاني الذي أبطل حججهم لكنه انتصر لحلاوة اللفظ وطلاوته، كما في أبيات الشعر التالية: "ولما قضينا من منى كل حاجةٍ/ ومسَّح بالأركان من هو ماسحُ/ وشُدَّتْ على حُدْب المهارى رحالنا/ ولم ينظر الغادي الذي هو رائح/ أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا/ وسالت بأعناق المطيّ الأباطح".

الصورة
(غلاف المجلة)

وتقول الروائية الأردنية سميحة خريس في مقالها "عالم يمور بالأوجاع"، إنه "وسط كل هذا لا نملك خيار اليأس والتخلي عن الأمل، إنه مركبنا نحو الشمس والتغيير والمستقبل، إنه نجاتنا مما نحن فيه، وللأمل أنماط يتجلى بها على المستوى الفردي والجمعي، وليس كقضية فلسطين نموذجاً صارخاً عن تلك المواجهة الكبرى بين الأمل واليأس، بين الشر والخير، بين الحق والظلم والقهر. يبدو للماضين في الحياة بيسر، أو حتى أولئك المنشغلين بمطاحنة أقدارهم الصعبة من العرب وسواهم من الشعوب أن تلك القضية فترت ونامت على همومها، وأن الأمر الواقع الذي فرض الكيان الصهيوني صار حقيقة لا بد من التأقلم معها وايجاد السبل والتحايل للتعامل معها دون خسائر".

وفي مقابلة معها أجراها الكاتب محمد نجيب محمد علي، تلفت القاصة الجنوب سودانية استيلا قايتانو إلى أنه "في أجواء الحرب، يتمّ إبعاد المثقف غصباً عنه في اللعبة برمتها، ويتمّ عزله ومطاردته بالتهم ونفيه في أحيان أخرى، فحملة السلاح يحترمون بعضهم بعضاً ويتفقون أن المثقف مجرّد كائن مزعج يجب إسكاته ليستمتعوا بأصوات طلقاتهم وقنابلهم".

كما تضمّن العدد نصوصاً قصصية وشعرية لكلّ من ابتسام الخميري من تونس، وشمسة العنزي من الكويت، وصفية محمد الأمين ورحاب حمراوي وأسامة سليمان من السودان، إلى جانب مقابلة مع الشاعرة اللبنانية فاطمة منصور.
 

المساهمون