"فنّ الإضحاك": النوادر القديمة كحقل بحثيّ

"فنّ الإضحاك": النوادر القديمة كحقل بحثيّ

11 يوليو 2021
عمل لـ صباح الأربيلي
+ الخط -

لا يخلو أدب في العالم من مظاهر السخرية والإضحاك والتندّر، لكنْ لن نجد دائماً متابعة نقدية وبحثية للأعمال التي تعتمد هذه الوجوه الخطابية، حيث أنها تُوضَع في مرتبة دونية في الغالب، وذلك هو حال الثقافة العربية.

في كتابه "فنّ الإضحاك في النوادر العربيّة القَدِيمة"، يكسر الباحث التونسي ناجي التبّاب هذا الجفاء بين الدراسات الأدبية وفنون القول الساخر، في عمل صدر مؤخّراً عن منشورات "لوغوس".

يدرس المؤلّف شكلاً إبداعياً من التراث العربي القديم، ويتضمّن الكتاب ثلاثة فصول، هي "إشكالِيّة الجِدّ والهَزْل"، و"وُجوه الإضحاك وبواعِثُه وأعلامه"، و"المحظُورات المُضْحِكات".

في المقدّمة نقرأ: "تُضْحِك بعضُ النوادر بما هو حدثيٌّ منقول باللُّغة، كما يُضحك البعضُ الآخر منها بما هو قوليٌّ منقول هو أيضاً باللّغة، وإذن، فالإضحاك هو العمود الفقريّ الذي يقوم عليه جِنسُ النادرة. كما تقوم عليه أجناس أُخرى محيطة مثل المقامات عند الهمذاني، وتقوم عليه أيضاً بعض الأشعار الهزليّة الموسومة بحِسّ التمرّد".

الصورة
فن الاضحاك

يضيف التبّاب: "وبما أنّ الإضحاك يُجسّد الوظيفة الأولى للنوادر، فلقد اخترنا التركيز على نوادر البدو من الأعراب، وهُم قومٌ حَسَب الصورة التي شاعت عنهم يُضحكون بالبديهة قبل أن يخلُص الكلام في ما بعد إلى المُندّرين الذين أصبحوا يُضحِكُون بالصناعة، فالنوادر نصوصٌ وجيزة، ولكنّها مليئة بالفخاخ يقع فيها المتلقِّي فـ"يتخبّط ضحكاً'".

المساهمون