"ظاهر" لـ برماليون.. قراءة تكعيبية للذاكرة

"ظاهر" لـ برماليون.. قراءة تكعيبية للذاكرة

19 سبتمبر 2022
من لوحات المعرض
+ الخط -

تلعب الذاكرة دوراً بوصفها مساحة اشتغال فنّي، عوامل التذّكر، وتجلّيات الخفاء، وظاهرة النسيان كلّها قدّمت حوافز وإشارات استثمرت فيها الفنون، وصنعت منها موضوعاتها.

"ظاهر" عنوان المعرض التشكيلي الذي يُفتتح عند السادسة مساء غدٍ الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر، للفنان المصري برماليون (عبده موسى البرماوي)، في "غاليري ياسين للفن" بالقاهرة، ويستمرّ حتّى الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

تنقسم أعمال المعرض إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى يبني فيها على اللوحات ذات الحجم الكبير، هناك يبرز أسلوبه المزجي ما بين التكعيبية كخطّ ورؤية أساسية، والسريالية كمقاربة تجمع بين ما تشكّل من خطوط.

أمّا المجموعة الثانية فتحمل عنوان "الوجوه"، وهي عبارة عن لوحات أنتجها ضمن مشروع "الكُرّاسة"، والذي يقوم على محاولة كسر الوعي التقليدي في رسم البورتريه، واعتماد التكعيبية أداةً في خلق وعي جديد، يستطيع من خلاله الناس الذي رُسموا أن يتجاوزوا الفهم الطليعي المكتفي بذاته، في حضور الوجه كموضوع للوحة. 

في حين يشتغل، عبر المجموعة الثالثة، على المُصغّرات التي أنجزها خلال السنوات السابقة، وينحو فيها إلى "المينيمالية"، حيث يعوّل على حسّ المفارقة في تراصفها مع أعماله الكبيرة ووجوهها في معرض واحد. 

تجتمع في أعمال التشكيلي المصري تقاليد التكعيبية، بشكلها الأكثر كلاسيكية كما نلاحظه لدى بيكاسو، وبين العبور لجهة التعبيرية التجريدية وفق ما تتجلّى في أعمال فيلم دي كونينغ. كما ينتهج موقفاً جدلياً مع أعمال الفنانين المصريين الذين قدموا أطروحات السريالية مبكراً في ثلاثينات القرن الماضي، وبخاصة أعمال عبد الهادي الجزار، دامجاً فيها مسحة من الروح الشرقية.

يُشار إلى أنّ المعرض التشكيلي الأوّل الذي أقامه الفنان يعود لعام 2010 في "أتيليه القاهرة"، كما وقّع جداريات في شارع محمد محمود بالقاهرة بين سنتَي 2011 و2013، أثناء الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها الثورة المصرية وما تلاها، إلى جانب معارض أُخرى في فضاءات خارج مصر، مثل: "غاليري أونيشي" بنيويورك (2016)،  و"غاليري كراج - مطافئ" بالدوحة في 2020. 

وقد اتخذ "برماليون" اسماً فنّياً له، بعد أن دمج لقبه العائلي (البرماوي) مع الأسطورة الإغريقية بيغماليون، التي تحكي عن نحّاتٍ وقعَ في حبِّ تمثالٍ صنعه على هيئة امرأة جميلة، أحيتهُ له إلهة الحبّ فينوس في عيدها.

المساهمون