"صور الحرب": ما ترويه الكاميرا عن المآسي

"صور الحرب": ما ترويه الكاميرا عن المآسي

05 مايو 2022
صورة من المعرض تعود إلى أواسط القرن التاسع عشر
+ الخط -

تبني الصورة جزءاً من الذاكرة الجماعية عن الحروب، سواء كانت مشاهد الدمار، أو بتعقّب الألم المتروك على وجوه وأجساد الضحايا، أو تلك البورتريهات للجنود بزيّهم العسكري الكامل ذاهبين إلى المجهول أو عائدين منه. 

هذا ما يتناوله معرض "صور الحرب" المُقام حالياً في "المتحف العسكري" بباريس، إذ يُركّز على تمثيلات الحرب من خلال الصورة، ودورها في بناء السردية المتخيّلة عن الحروب.

يقدّم المعرض المستمرّ حتى 24 حزيران/ يونيو المقبل، ما يزيد على 300 عمل، بدءاً من موجة الاضطرابات الثورية التي ضربت أوروبا أواسط القرن التاسع عشر، وصولاً إلى الحروب التي شُنّت على العراق وشعب سوريّة في العقد الأخير، مروراً بالحرب الفرنسية الألمانية 1870 - 1871، والحربين العالميتين الأولى والثانية. 

كذلك تحضر صورٌ من حروب التحرير الوطني ومقاومة الاستعمار، كما في فيتنام والجزائر، عدا عن صور طبعت التوتّرات التي شهدتها مرحلة الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الاشتراكي الممتدة بين 1945 و1990.

الصورة
حصار ستراسبورغ - العربي الجديد
من حصار ستراسبورغ خلال الحرب الألمانية الفرنسية (1870/ من المعرض)

توضّح الأعمال، كيف اشتبكت آلة التصوير منذ ظهورها في القرن التاسع عشر مع الحروب، إذ بدأت ترافق المعارك الدائرة، وتلتقط تفاصيلها، وذلك لأهداف مختلفة، منها التوثيقي، ومنها الصحافي، أو حتى لصناعة البروباغندا في مرحلة لاحقة، أو أنها كانت فقط صور لهواة يريدون توثيق لحظات اعتبروها هامة. 

تتعدّد مواضيع المعرض أيضاً، إذ يسلّط الضوء في أحد جوانبه على المناظر العامّة، وآثار الدمار التي تخلّفها المعارك، وبجوانب أُخرى نلحظُ التفاتاً إلى التقاط تفاصيل حياة الناس في المكان، أو الجنود على متاريسهم، وغير ذلك. كما لعب عامل اختلاف المراحل الزمنية دوراً في  إضفاء تنوّعٍ واختلافٍ على نوعيّة الصور ودقّتها وطريقة التقاطها. إضافة إلى تنوّع العوالم الجغرافية والمكانية، ما بين مدن أوروبا المدمّرة إبان الحربين العالميتين، وبوادي ومدن سوريّة والعراق في مخاض العقد الأخير وحروبه.  

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون