"روايات الأزرق الكبير": استعادة إذاعية لكتّاب متوسّطيين

"روايات الأزرق الكبير": استعادة إذاعية لكتّاب متوسّطيين

28 اغسطس 2021
ألبير قصيري في باريس، كانون الأول/ ديسمبر 2000 (رافائيل غيّار، Getty)
+ الخط -

منذ مطلع صيف العام الماضي والكاتب الفرنسي ماتياس إينار، حائزُ جائزة "غونكور" عام 2015 عن روايته "بوصلة"، يقدّم برنامجاً على إذاعة "فرنسا الثقافية" (فرانس كولتور) حول عوالم الكتابة الأدبية، بعنوان "صالة الآلات". عصرَ كلّ أحد، يستضيف صاحب "شارع اللصوص" مجموعةً من الكتّاب والكاتبات الذين يتحدّثون عن الأروقة الداخلية لتجاربهم، ومشاغلهم الأدبية، ورؤيتهم إلى عدد من الأسماء البارزة في تاريخ الأدب.

قبل أيام، بدأ الكاتب ــ الذي يتحدّث العربية وعاش لسنوات طويلة بين عدد من البلدان العربية، مثل سورية والمغرب ــ سلسلةً إذاعية، على المحطّة نفسها، بعنوان "روايات الأزرق الكبير"، يتوقّف فيها عند أعمال وتجارب عشرة روائيين ينتمون إلى عشرة بلدان متوسطية. وللكتّاب العرب ــ الذين يكتبون بالعربية أو بالفرنسية ــ الحصّة الكبرى في هذه القائمة، حيث تضمّ كلّاً من آسيا جبّار، وسليم بركات، وألبير قصيري، ومحمّد شكري الذي بدأت معه حلقات السلسلة في السادس عشر من آب/ أغسطس الجاري. وقد دارت الحلقة بشكل أساسي حول رواية "الخبز الحافي"، باعتبارها "سرداً بديعاً" يحكي عوالم البؤس واكتشاف الذات في مدينة متوسّطية هي طنجة. 

تحمل كلّ حلقةٍ من السلسلة عنواناً يبدأ بكلمة بحر، مثل "بحر البؤس: محمّد شكري"، عنواناً للحلقة الأولى، و"بحر التكبُّر: ألبير قصيري" للحلقة الثالثة (بُثَّت في الثامن عشر من الشهر الجاري)، أو "بحر المنسيّين: إليف شافاق" للحلقة السادسة (بُثَّت في الثالث والعشرين من الشهر الجاري). قبل قصيري، الذي تناول إينار روايته "شحّاذون ومتكابرون" رفقة الناشرة جويل لوسفيلد والروائي روبير سوليه، عرّج البرنامج على تجربة الجزائرية آسيا جبّار انطلاقاً من عملها "الحبّ، الفانتازيا"، التي فكّكت عوالمَها وأشادت بطليعيّتها كلٌّ من الروائية كوثر عظيمي، وعالمة الاجتماع والروائية كوثر حرشي، اللتين استضافهما إينار. 

للكتّاب العرب الحصّة الكبرى من الأسماء التي تتناولها السلسلة

أمّا سليم بركات، فقد عرّف الكاتبُ الفرنسي جمهورَ الإذاعة على عوالمه من خلال الوقوف عند كتابه السيَري "الجندب الحديدي"، رفقةَ مترجم هذا العمل إلى الفرنسية، فرنسوا زبّال، الذي تحدّث عن استحضار الرواية للعنف السياسي في بلد بركات، سورية، ولتاريخ الأكراد ومظلوميّتهم تحت نظام لا يمنحهم أبسط حقوقهم. 

البرنامج الذي حطّ رحاله، في حلقة الأمس، على الشواطئ الإيطالية، في زيارة إلى اشتغالات الكاتبة إلسا مورانتي (1912 ــ 1985)، وخصوصاً روايتها "جزيرة أرتورو"، ينتهي اليوم بحلقة ختامية تُخَصَّص للكاتبة الكتالونية، شبه المجهولة عربياً، ميرسه رودوريديه (1908 ــ 1983)، ولا سيّما لروايتها "ساحة اللؤلؤ"، التي تُصوّر أوضاع المجتمع الكتالاني خلال الحرب الأهلية الإسبانية، والتي تُعَدّ إحدى أبرز الروايات الكتالانية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون