"ربيع الشعراء": سببٌ للخروج من الركود الثقافي

"ربيع الشعراء": سببٌ للخروج من الركود الثقافي

18 مارس 2021
ملصق النسخة الحالية من المهرجان إلى جانب إصدارات شعرية في مكتبة "لارميتيير" في مدينة روان
+ الخط -

أكملت فرنسا، أمس الأربعاء، عاماً من الركود الكبير في الحياة الثقافية، حيث جرى، منذ العزل الصحّي الأوّل الذي دخلته البلاد في السابع عشر من آذار/ مارس 2020، تأجيل أو إلغاء أغلب العروض الفنّيّة والمسرحية والموسيقية، وكذلك القراءات واللقاءات الأدبية والمحاضرات الفكرية والبحثية. وما نجح من هذه الفعاليات في الوصول إلى المتابعين، كان غالباً بفضل وسائل التواصل الحديثة، التي سمحت بإقامتها عن بعد، وتجنيب المنظمّين والمشاركين والجمهور لمتاعب جائحة كورونا.

في الأيام القليلة الماضية، بات المشهد الثقافي الفرنسي يعرف حراكاً متزايداً وعودةً تدريجية إلى "الواقع"، بدلاً من اللقاءات الافتراضية، التي ما تزال، رغم ذلك، قاعدةً في بعض المجالات. من هذا الحراك إطلاق النسخة الثالثة والعشرين من مهرجان "ربيع الشعراء"، في الثالث عشر من آذار/ مارس الجاري، والتي تستمرّ حتى التاسع والعشرين منه.

بعد الجمال والشجاعة، وهما الكلمتان اللتان دارت حولهما فعاليات النسختين الماضيتين، تنضوي نشاطات النسخة الحالية تحت فكرة الرغبة، التي تمثّل ما يشبه سرير النهر الذي تنتظم من خلاله نشاطات وإصدارات "ربيع الشعراء" الكثيرة: عشراتُ القراءات والورش والمعارض الفنية واللقاءات والإصدارات في عشرات المراكز الثقافية، والمكتبات العمومية، والأروقة، أو على الإنترنت، وذلك في خريطة تغطّي كثيراً من مدن فرنسا وبلداتها.

ورغم عنوانه، الذي يبدو مؤطّراً بالشعر، يشكّل المهرجان، كلّ عام، مناسبةً ثقافية تتجاوز القصيدة لتشمل أغلب مجالات الفن والأدب والمعرفة. ولإعطاء صورة عن تنوّعه، يمكن التذكير بالفعاليات المقامة اليوم، بحسب برنامج المهرجان. إذ تقيم إحدى جمعيات الصداقة بين فرنسا وأميركا اللاتينية، الواقعة في قرية كولونيو شامييه (8 آلاف نسمة)، في إقليم نوفل أكيتان، قراءاتٍ من الشعر اللاتيني تبثّها عند العاشرة عبر إذاعة محلّيّة، تحت عنوان "أميركا لاتينية أخرى، شِعراً". 

وبعد ذلك، ينظّم "بيت الثقافة" في مدينة كليرمون ـ فيرون قراءات لأربعة شعراء، في حين يقدّم "رواق موريس رافيل"، في باريس، عرضاً يجمع بين الرقص والموسيقى والشعر، تحت عنوان "رغبة في الحركة". وليست هذه إلا أمثلة ثلاثة من 9 فعاليات تُقام اليوم، في إطار المهرجان، في تسعة أماكن مختلفة من فرنسا.

إضافة إلى هذه النشاطات، وضمنها، يضيء المهرجان على قائمة طويلة من الإصدارات الشعرية الجديدة، داعياً أصحابها لتوقيعها أو للحديث عنها إلى جمهور مهتم. وتضم قائمة المشاركين في النسخة الحالية العشرات من الأسماء الشعرية والكتابية، ومن بينها الإيطالي إرّي دي لوكا، والهاييتي رودني سانت ـ إيلوا، والفرنسيون برنار نويل، وكريستيان بوبان، وسيريل ديون، وإيف لوكلير، والكاميروني كوام تاوا، والسوري أدونيس، والكندية هيلين دوريون.

المساهمون