"دويّ الصمت".. محاولة بصرية لأنسنة الأشياء

"دويّ الصمت".. محاولة بصرية لأنسنة الأشياء

03 أكتوبر 2020
من أعمال مديحة النجار/ مصر
+ الخط -

كيف يمكن تجسيد الصمت كموضوع فني في عمل ثنائي الأبعاد كاللوحة؟ رغم ما يبدو عليه الأمر من تعقيد، جرى تجسيد الصمت في الفنون المختلفة بما فيها الصوتية. وكتبت المفكرة الأميركية سوزان سونتاغ عن "جماليات الصمت" وكيف يعطي دوراً مختلفاً للعمل الفني ويتوسط دور الفن كشكل من أشكال الروحانية في ثقافة علمانية متزايدة، وفي هذا المقال اعتبرت سونتاغ إن على كل عصر أن يعيد ابتكار مشروع "الروحانية" لنفسه. 

في معرض جديد بعنوان "دوي الصمت" تبحث الفنانة المصرية مديحة النجار عن هذه المساحة المكتظة بالصمت، في لوحات غرائبية في تفاصيلها، مبسطة جداً في مكوناتها وعناصرها، وخفيفة لكن متنوعة في ألوانها، غير أن أفكار اللوحات بحد ذاتها معقدة بل ربما تكون شديدة التعقيد.

الصورة
من المعرض
من المعرض

 

النجار، فنانة قاهرية ولدت عام 1982، درست الفنون البصرية والاقتصاد في الجامعة الأمريكية  تابعت دراساتها العليا في الجامعة نفسها، ورغم أنها شاركت في معارض جماعية مختلفة، مثل معرض "ممكن" بقاعة الجامعة الأمريكية بالفلكي، ومعرض "تلاميذ مجد السجيني" و"من كل بستان زهرة" في قاعة أوبونتو، لكنها اليوم تقدم معرضها الفردي الأول "دوي الصمت" في غاليري "سوما آرت" والذي ينطلق عند الثامنة من مساء الغد، ويتواصل حتى 29 من الشهر الجاري. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

 

تبحث الفنانة في مسألة الأنسنة، أي محاولة إعطاء صفات إنسانية من عواطف ونوايا الى كيانات غير بشرية. وتعتقد النجار بحسب تقديم المعرض أن "ثقافة الأنسنة تنبع من حقيقة أن البشر قد شكلوا مراحل تطور الكائنات الأخرى من حيوان و نبات و جماد على مر التاريخ. وكان لذلك أثر مادي و معنوي على الـشياء وجب معه مبدأ الأنسنة".

الفكرة الأساسية في أعمال المعرض هي الصلة والتواصل بين الإنسان وما حوله، ومن خلال سلسله من أعمال الأكريلك، تجسد الفنانة تشكيلات لجمادات مألوفة وغير مألوفة فى تواصل صامت. بذلك تصيغ النجار كادراً يحتوى على تناغم بين عدد من العناصر تتواصل فى حوار نشأ من شدة الصمت.

المساهمون