"حياة شاعر": عودة فرنسية إلى قصائد ستيفان تسفايغ

"حياة شاعر": عودة فرنسية إلى قصائد ستيفان تسفايغ

15 سبتمبر 2021
ستيفان تسفايغ
+ الخط -

مثل كثيرٍ من الكتّاب الذين سجّل التاريخ أسماءهم، بدأ النمساوي سيتفان تسفايغ (1881 ـــ 1941) علاقته بالكتابة مع الشعر، متأثّراً بإعجابه الكبير لـ راينر ماريا ريلكه (1875 ـــ 1926)، الذي كان يكبره بأعوام قليلة فقط، لكنه يتمتّع بشهرة وسمعة كبيرتين، إضافة إلى مُجايله، الشاعر هوغو هوفمانستال (1874 ـــ 1929).

وضع تسافيغ قبل العشرين من عمره العديد من القصائد التي سترى النور، عام 1901، في مجموعة حملت عنوان "حِبال الفضّة"، الذي أتبعه عام 1906 بديوانٍ آخر، نشره بعنوان "التّيجان المبكّرة"، قبل أن يعود عام 1917 ليُصدر "جريمي: قصيدة درامية في تسع لوحات"، ليجمع عام 1924 أعماله الشعرية هذه في كتاب واحد.

رغم هذه العلاقة الوطيدة والطويلة لتسفايغ مع الشعر، إلا أن هذا الجانب من تجربته ما يزال إلى يومنا هذا في الظل حتى في بلدٍ عرف فيه استقبالاً كبيراً مثل فرنسا، في حين تحظى أعماله السردية، روائيةً وقصصية، وحتى كتاباته السيَرية (لسيرته الشخصية ولسيَر كتّاب آخرين)، بالحصة الأكبر من الضوء. 

من هنا تأتي أهمّية كتاب "حياة شاعر"، الصادر أخيراً لدى منشورات "أرفويان" في باريس، والذي تقدّم فيه ماري تيريز كيفر ترجمةً لأعمال تسفايغ الشعرية، إضافة إلى مختلف المقالات والنصوص التي وضعها حول الشعر والشعراء. وتسبق هذه النصوص مقدّمةٌ عن علاقة صاحب "لاعب الشطرنج" بالشعر، وضعها جيرار بفيستر.

يُعطي الكتابة صورةً كاملة عن تطوّر تسفايغ الشعري، حيث ننتقل من أعماله الأولى المصبوغة بعاطفية ورومانسية البدايات إلى نصوص تميل أكثر نحو المُساءلة الفلسفية والتأمّلية، قبل أن يتوجّه الشاعر بقصيدته نحو الواقع بما يتضمّنه من مآسٍ وأحداث، كما هو الحال في قصائد مجموعته الثالثة التي يتوقّف فيها عند مواضيع مثل الحرب العالمية الأولى، وعلاقة الغربيين بالشرق، وعلاقة الكتابة بالطبيعة.

الكتاب الذي جاء مزدوجَ اللغة (فرنسي ــ ألماني)، يضمّ أيضاً نصوصاً نثرية لتسفايغ، يتوقّف فيها عند عوالم كتابة القصيدة بالنسبة إليه وعند عدد من الشعراء، كما تشتمل الترجمة على مقالته "ثلاثة شعراء في حياتهم: ستندال، كازانوفا، تولستوي"، ولنصٍّ له حول الشاعر الفرنسي بول فيرلين، إضافة إلى نصّ عن الكاتبة مارسيلين ديبورد فالمور.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون