"حكايات أخبارٍ زائفة": في جعل التلاعب مرئياً

"حكايات أخبارٍ زائفة": في جعل التلاعب مرئياً

26 سبتمبر 2021
(من المادة التوثيقية التي أحال إليها المعرض، العربي الجديد)
+ الخط -

غير خافٍ أن المجتمعات الحديثة تعيش، جميعُها، تحت وقع المادة الإعلامية، ومنها تتحدّد الكثير من القرارت والسلوكيات والقناعات والمعتقدات. لكن أيَّ مادة إعلامية تستهلك؟ هل كل ما تحوَّل إلى خبر وصورة ينبغي أن نتعامل معه باعتباره حقيقة؟ 

يحاول معرض بعنوان "حكايات أخبارٍ زائفة" يقام حالياً في "مكتبة سوسلي" في مدينة ماتز الفرنسية أن يضيء العلاقة المعقّدة بين الصحافة والحقيقة، حيث يقدّم توليفة من النظريات في مجال علوم الاتصال ويقابلها ببعض الأمثلة التاريخية، وبذلك يقترح صياغة مرئية لأساليب التلاعب بالعقول عبر وسائل الإعلام.

يضم المعرض 11 صورة صُمّمت في شكل "البوستر"، وقبل أن يُطلق الزائر في متاهة الإعلام وألاعيبه يجري تسليحه بـ"معجم" الكلمات التي جرى ابتكارها لتصوير ما يراد إخفاؤه: صناعة التزييف، تقنيات الكذب، أساليب الدعاية، infox، برمجة الحاجيات... هذه المصطلحات هي أوّل ما يجعل من التلاعب مرئياً.

يجوب المعرض عدّة مدن فرنسية منذ أشهر، وقد صمّمه فريق من "مركز التربية على الميديا والمعلومة"، وجُمعت مادته من مؤسسات إعلامية وأرشيفية متنوّعة، وهو يبيّن أنه من الصحيح القول بأن دراسة التزييف الإعلامي حديثة، فهي مرتبطة بتطوّر علوم الاتصال حديثاً، لكن من الضروري أن نعرف بأن التزييف قابل للتسريب ضمن أي مادة اتصالية، من الكتابات القديمة على الجدران إلى اللوحة الفنية، وصولاً إلى تدوينات منصات التواصل الاجتماعي.

الصورة
معرض أخبار زائفة
من المعرض

يمرّر المعرض أيضاً مجموعة من الأفكار التي يمكن أن تساعد أي متابع للمادة الإعلامية في تفكيك رسائلها المبطّنة، مثل الإضاءة الموجزة لنظرية الواقع الفائق لـ جان بودريار، حيث أن التكنولوجيا قادرة على تصنيع ما هو أكثر حقيقة من الحقيقة. كما تقارب إحدى الملصقات علاقة الصورة بالمشاعر، وتضيئ أخرى العلاقات التي تعقدها الدول مع الحقيقة.

يتميّز المعرض أيضاً بحس ساخر، ولعله يدعو كل زائر إلى أن يخرج بهذا الحس، فهو من ضمانات حسن مجابهة التزييف الإعلامي، خصوصاً وأن ملصقة في نهاية المعرض تؤكّد أنه كّما تطوّرت الأدوات النقدية لدى مستهلك المادة الإعلامية وَجدت "الأخبار الزائفة" مسالك جديدة تصل بها إلى الناس.

المساهمون