"حفنة تراث": استعادة روكس العزيزي على الخشبة

"حفنة تراث": استعادة روكس العزيزي على الخشبة

30 نوفمبر 2021
روكس بن زائد العزيزي في بورتريه لأنس عوض (العربي الجديد)
+ الخط -

آمن المؤرخ والمربّي الأردني روكس بن زائد العزيزي (1903 - 2004)، بحداثة تُعنى بنشر الآداب والفنون المعاصرة، ومنها المسرح الذي حرّض طلّابه على تعلّمه وتقديمه من خلال الأنشطة التي نظّمها لهم على امتداد أكثر من خمسين قضاها في التدريس في الأردن وفلسطين.

ورأى أن الحداثة تستوجب احترام الماضي لا العيش فيه، حيث انكبّ منذ ثلاثينيات القرن الماضي على دراسة التراث الأردني، وفهم لهجاته والتصوّرات المتوارثة حول الإنسان ومحيطه الاجتماعي من خلال تسجيل ذاكرته الشعبية التي أصدرها في خمسة مجلّدات ضخمة تحت عنوان "معلمة للتراث الأردني" لا تزال إلى اليوم مرجعاً رئيساً في توثيق تعبيرات المجتمع الفنية والأدبية في لحظة انتقاله إلى دولة حديثة.

تمّ اختيار ثمانية أمثال من كتاب "معلمة للتراث الأردني" لتشكّل موضوع العرض

"حفنة تراث" عنوان المسرحية التي تُعرض على خشبة "مسرح الشمس" في عمّان عند السابعة والنصف من مساء غدٍ الأربعاء، ويعاد عرضها في الموعد نفسه السبت المقبل. يستند العمل الذي يقدّم ضمن "برنامج الإنتاج المستقل" في المسرح إلى قصص أمثال شعبية جمعها العزيزي في معلمته.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير المخرج عناد بن طريف إلى أن المسرحية التي عُرضت سابقاً أكثر من مرّة، تعكس أهداف "الإنتاج المستقلّ" التي تتصدّرها إعادة طرح قصص مجتمعية من الواقع الأردني من أجل إبراز هويّته الثقافية، في وقت يلجأ خلاله معظم المسرحيين الأردنيين إلى نصوص عالمية، بينما يستحقّ المحتوى المحلّي مزيداً من الاهتمام ولفت انتباه الجيل الجديد إلى إبداعات كتّاب بلادهم.

الصورة
ملصق المسرحية
ملصق المسرحية

ويوضّح أن العمل الذي شارك في كتابته يأتي بالتزامن مع مساهمته في تأسيس مشروع "مذراة المدينة للثقافة والفنون" في مأدبا (30 كلم جنوب العاصمة الأردنية)، ويتّخذ من بيت العزيزي في المدينة مقرّاً له، حيث منح ورثته جميع مؤلّفاته المكتوبة بخطّ يده، وهي متاحة لزوّار البيت، وبعد البحث في هذه المؤلّفات بدأ العمل على الجزء الأول من "المعلمة" الذي ضمّ حوالي 1160 مثلاً شعبياً وتمّ اختيار ثمانية منها لتشكّل موضوع العرض.

وتتنوّع الأساليب التي تقدّم من خلالها الأمثال الثمانية، بحسب بن طريف، بين الكوميديا والتراجيديا وخيال الظلّ والمسرح الصامت والراقص، وكلّها تندرج في إطار مسرح غنائي ستعراضي تمثّل الموسيقى العنصر الأساسي فيه، وتُروى خلاله كيف رويت هذه المأثورات الشعبية.

وقع اختيار المخرج على الأمثال التالية: "سمّوه الحج أحمد وصدّق"، و"مِثْل اللي سخّرت الخوري"، و"ضايع من الضيعه ومقرقش من الغوى"، و"المنجلة سعرانة"، و"نار الباشا ولا نار العار"، و"فروة الضبع عند أبو الحصين"، و"على بيّك على خيّك، ما أنا ركيظ (جارٍ)"، و"بارك الله بمن زار وخفّف".

ويرى بن طريف بأن شكل معظم الأعمال الفنية التي تتناول مواضيع الثقافة والهوية ثابت ولا تتبنّى طرق عرض جديدة يمكنها مخاطبة الشباب والأطفال، الفئة المستهدفة من العرض، لذلك تمّ اعتماد قالب واقعي عفوي قريب من المشاهد في مخاطبته، وبساطة في الديكور ومحدودية في عناصره التي تتشكّل في فضاءات مختلفة تتناسب مع كلّ مثَل، ويتم الانتقال من مشهد إلى آخر وتبديل أزياء كلّ مشهد أمام الجمهور أيضاً.

يُذكر أنه يشارك في المسرحية كلّ من الممثلين: نور رواش، وأحمد معاليقي، وأميرة شعبان، وآية خرفان، وباسل عسكر، ومحمد الصديق، وعناد بن طريف، بينما أُسند التأليف الغنائي إلى محمد الصديق، والتأليف الموسيقى إلى قاصد إحسان ومحمد قطناني (حبوز)، وحلا ميمون، وتصميم الإضاءة إلى دانا أبو لبن، ورسم وتصميم الملصقات عبد الله جمال حافظ وقام فريق العمل كلّه بالبحث والإعداد.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون