"حدائق آسيا": شغف واحد وأساليب متعدّدة

"حدائق آسيا": شغف واحد وأساليب متعدّدة

27 اغسطس 2021
من المعرض
+ الخط -

إذا كانت الطريقة التي يجري من خلالها تصميم الحدائق في بعض البلدان الآسيوية والاعتناء بها تُدرَّسُّ اليوم في العديد من معاهد البستنة ومدارس العمارة الأوروبية، فلأنّ هذه الطريقة تنتمي إلى الفن والإبداع قبل أن تكون مجرّد وسيلة يومية لإبقاء النباتات والأشجار في حلّة جيّدة.

"حدائقُ آسيا"، هو عنوانُ معرض انطلق الشهر الماضي في متحف "غيميه" الباريسي ويستمرّ حتى العشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، ضامّاً 80 عملاً تصوّر جوانب مختلفة من عوالم الحدائق وحضورها في المخيال الفني والشعبي في بلدان تشمل الهند واليابان والصين، مع وقفةٍ عند فن الحدائق المغولي.

تتنوّع المعروضات بين منمنمات، وأوانٍ سيراميكية، ورسومات، وصور فوتوغرافية، إضافة إلى بعض الأقمشة والملابس، وتغطّي مختلف أنواع الحدائق التي ازدهرت ــ وما زالت ــ في القارة الآسيوية: الحدائق الأميرية والإمبراطورية، وحدائق المعابد البوذية، والحدائق التي كان يرتادها العلماء الكونفوشيوسيون، وحدائق الشاي، إضافة إلى الحدائق التي تخيّلها فنّانون في أعمال يحتفظ بها المتحف.

يقدّم المعرض لزوّاره شرحاً حول تواريخ كلّ نوع من هذه الحدائق على حدة، مقيماً بعض الروابط والتمييزات في ما بينها، كالتشابه بين الحدائق الصينية، ومن ثم اليابانية، في كونها عالماً مكتفياً ومنغلقاً على نفسه، بحيث يساهم التوازن الطبيعي ــ والجمالي ــ القائم بين عناصر الخضرة والماء والشمس والظل والأرض والأحجار في السماح للحديقة بإعادة إنتاج نفسها لفترة طويلة من دون الحاجة لتدخّل الإنسان.

كما نكتشف، في المعرض، تأثّر الحدائق المغولية بفنّ البستنة الإسلامي، والفارسي على وجه التحديد، وذلك في اعتنائها بشكل أساسيّ بمجاري المياه وفي الحرص على أن يشكّل مظهر الحديقة تمثيلاً رمزيّاً للجنان كما ترد في النصّ الإسلامي.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون