"تطوّر المنطق العربي": مساهمات من جغرافيا واسعة

"تطوّر المنطق العربي": مساهمات من جغرافيا واسعة

07 فبراير 2022
جزء من عمل لـ صلاح شاهين/ الأردن
+ الخط -

من بين المجالات الفكرية، يمثّل المنطق حقلاً قليل الحظّ من الاهتمام البحثي في العالم العربي، وهو أمرٌ يأتي كمفارقة، فمن المعلوم أن العرب القدماء كانوا من أبرز المساهمين في هذا العلم حين التقفوه من اليونان.

معظم الكتابات العربية التي تتناول المنطق في وقتنا الحالي تأتي بلغات أجنبية، وهو ما يجعل ارتباط الثقافة العربية بالكتابات حول المنطق مرتهناً للترجمة، كحال كتاب "تطوّر المنطق العربي" الذي وضعه مؤلّفه خالد الرويهب بالإنكليزية وصدرت مؤخّراً نسخته العربية بترجمة أحمد شكري مجاهد عن "مركز نهوض".

نقرأ من تقديم الكتاب: "كثيراً ما اختُزل تاريخ المنطق في الثقافة العربية الإسلامية اختزالاً مجحفاً، فانحصرت رحلة المنطق بين لحظة دخول هذا الوافد الجديد في عصر الترجمة، وبين لحظة إقراره بوصفه أحد علوم الآلة الضروريَّة لدراسة علم أصول الفقه وعلم الكلام. وانحصر دور المناطقة العرب والمسلمين في نقل هذا التقليد اليوناني وشرحه".

الصورة
تطور المنطق العربي

يبيّن المؤلّف أن الاتجاهات الجديدة في دراسة تاريخ المنطق باتت أكثر عنايةً بإبراز دور المناطقة والفلاسفة المسلمين والعرب في تطوير الأقيسة والبراهين ومنطق الجهة والشرطيات. والأهمُّ من ذلك أن رحلة المنطق لم تنتهِ مع عصر أبي حامد الغزالي، بل واصلت طريقها وقدَّمت العديد من الابتكارات اللافتة في القرون الستة السابقة لدخول العصر الحديث.

يمثّل الكتاب ببلوغرافيا واسعة تتناول أبرز أعلام المنطق في الحضارة الإسلامية. ولا تنحصر جغرافيا الكتاب في المشرق العربي، بل يتناول المؤلّف التراث الإيراني والهندي الإسلامي والتركي العثماني وتراث المغرب العربي، بل وتراث المنطق في كتابات مسيحيي المشرق، ليقدّم صورةً واسعةً وشاملةً لرحلة المنطق العربي في مرحلة تاريخية مُهمَلة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون