"تاريخ الأشياء": ملامح تجديدات عربية

"تاريخ الأشياء": ملامح تجديدات عربية

13 يونيو 2021
أوتو فروندليش/ ألمانيا
+ الخط -

تهتمّ الكتابة التاريخية في عالم اليوم بمواضيع كانت أبعد ما يكون عن اهتمام المؤرخين، فقد قلّ التصدّي إلى الأحداث السياسية وحكايات الشخصيات الكبرى، وحتى تاريخ الظواهر الاجتماعية ترك مكانه لتواريخ صغرى تتناول أغراض الحياة مثل تاريخ اللعب، وتاريخ الغُرف، وتاريخ  المشاعر، وتاريخ الروائح...

هذا النوع من الكتابة يصل العربية أساساً عبر الترجمة، فيما يقلّ التأليف فيه. يطرح كتاب "تاريخ الأشياء" لـ نادر كاظم مسألة تجديد ثيمات الكتابة التاريخية عربياً. عمل صدر مؤخّراً في جزأين عن "دار سؤال".

يؤطّر المؤلّف القضية التي يتناولها كتابه في تقديمٍ جاء فيه: "خلال أربعينيات القرن العشرين، توصّل المؤرّخ الفرنسي فرناند بروديل إلى فكرة ستغيّر فهمنا للتاريخ على نحو جذري. ميّز بروديل بين ثلاثة أزمنة تتكوّن مثل طبقات الأرض الجيولوجية طبقةً فوق طبقة، حيث تتكوّن الطبقة الأولى من الزمن المديد وطويل الأجل الذي يجسّد علاقة الإنسان المشدودة إلى الأرض والبحر والمناخ والتضاريس. وتتكوّن الطبقة الثانية من "الزمن الاجتماعي" أو التاريخ الجماعي الذي يتّصل بتكوّن الطبقات الاجتماعية والشعوب والحضارات والإمبراطوريات والحروب والتحولات الديموغرافية والاقتصادية العميقة. أمّا الطبقة الثالثة فتتكوّن من 'الزمن الفردي' أو 'تاريخ الأحداث'، وهو تاريخ الاضطرابات السطحية والوقائع التي ترتبط بالأفراد ومجريات الأحداث السياسية سريعة التغيّر".

الصورة
تاريخ الأشياء

يضيف كاظم: "ثمة طبقة رابعة من الزمن أسمّيها في الكتاب بـ"زمن الأشياء"، وهو زمن الشوارع والجسور والأنفاق والمقابر والمعابد والمعالم والمدارس والمكتبات والساعات والأسماء ومختلف مصنوعات البشر وإنتاجاتهم. يُمسك هذا الزمن فعليّاً بطبقات تاريخ بروديل الثلاث من قرنيها، كما يُمسك بكامل حياتنا كأفراد وجماعات ودوابّ وتضاريس".

المساهمون