"بلدان في المغيب": مراجعة لحظة الاحتلال الاستعماري
من موقع اليوم، تُختزل الفترة الكولونيالية في تاريخ نهاية، إذ تبدو مثل صفحة تاريخ قد طُويت. يحضر هذا الاختزال في مدوّنة المؤرّخين، ولكن بالخصوص في الرواية الرسمية للدول المستقلّة منتصف القرن الماضي؛ فقد مثّل هذا الاختزال رصيد شرعية سياسية بما أنه لا يقول إلا من حرّر البلاد. فماذا عن لحظة بدايات الاستعمار؟
من هذا السؤال تنطلق الباحثة الفرنسية المختصة في تاريخ أفريقيا السياسي، كامي لوفيبر، في كتابها الذي صدر مؤخّراً عن منشورات "فايار" تحت عنوان "بلدان في المغيب: لحظة الاحتلال الكولونيالي".
ترصد المؤلّفة تواريخ بلاد الساحل والصحراء من زاوية كيف دخلت شبكة الاستعمار الفرنسي من خلال دراسة بناها الاجتماعية وهيكلتها الإدارية، موضّحة الأسباب الداخلية التي تصنع هشاشة المجتمع الضحية في العملية الاستعمارية.
تدرس لوفيبر أيضاً جيبوليتيك المنطقة من زاوية وثائق الإدارة الكولونيالية لتبيّن بأن فهم علاقات القوة في المنطقة ومعطيات الجغرافيا والديموغرافيا كانت معلومات شبه غائبة عن العقل المحلي، وهو ما رجّح كفة الغزاة.
في مجمل أعمالها تقدّم لوفيبر قراءة ذات نزعة مراجعاتية للتاريخ المكتوب عن أفريقيا، ومن أبرز مؤلفاتها في هذا الاتجاه: "حدود رملية، حدود ورقية: تاريخ منطقة الصحراء الأفريقية في القرنين التاسع عشر والعشرين" (2015).
