"بقعة نَفَس": مساحة للعلوم الإنسانية وكتبها
تحت عنوان "بقعة نَفَس" يُفتتح غداً المعرض السنوي الأوّل لكتب علم النفس والعلوم الإنسانية، بتنظيم من جمعيّة "نفسانيّون" في لبنان، وبالتعاون مع "دار النهضة العربية" و"مسرح دوّار الشمس".
في حديث إلى "العربي الجديد" حول المعرض، يقول علي الأطرش، مدير جمعية "نفسانيّون"، إن هذا الحدث "يأتي في وقت أصبح فيه المجتمع اللبناني أمام واقع يتطلّب تكاتف وتكثيف الجهود في جميع القطاعات، خصوصاً مع وجود أزمات كبيرة متعاقبة أدّت إلى انهيار العديد من القطاعات والمؤسّسات والجامعات، وبالتالي أصبحت المعرفة وإنتاجها أمام خطر كبير، لا سيّما المعرفة النفسية منها".
وحول حيثيات إقامة المعرض في ظل جائحة كورونا، تؤكد نسرين كريدية، مديرة "دار النهضة العربية"، في حديث إلى "العربي الجديد: "منذ سنتين ومعارض الكتاب مؤجّلة، ومن بينها 'معرض بيروت الدولي للكتاب'، وذلك بسبب جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت ومن ثمّ انهيار الوضع الاقتصادي. اتّجهت المؤسّسات الكُبرى إلى تحويل نشاطاتها نحو نشر الكتب رقمياً، ممّا أدى إلى تدهور قطاع النشر الورقي في لبنان. إزاء كلّ ما تقدّم، أصبح من الضرورة تسليط الضوء على الوجه الثقافي التاريخي للبنان ودوره البارز في نشر المعرفة".
ندوات لعلماء نفس ومحلّلين من بينهم مصطفى حجازي ومريم سليم
تتوزّع أهداف المعرض في سبل شتّى، يأتي في طليعتها إمداد الأخصّائيّين النفسانيين وكلّ المتخصّصين في العلوم الإنسانية بالكتب والمؤلّفات بأسعار رمزية، ودعم المؤلّفات والمنشورات العلمية، وتقديم آخر المنشورات لعدد من أبرز المحلّلين وعلماء النفس من كافّة أنحاء العالم، إضافةً إلى فتح أبواب النقاش والحوار بين الناشر والقارئ، وبينهما وبين المسؤولين عن شؤون الثقافة والتعليم، للتفاعل في كلّ ما من شأنه توسيع دائرة القراءة وحركة النشر.
ويحمل المعرض في طيّاته عدّة نشاطات نفسانيّة، من بينها إطلاق كتاب جديد بعنوان "نفسيّة الشرقيّين" للمحلّل النفسي كريم جبيلي؛ حيث سيقوم المؤلّف بتقديم مُختصر للكتاب عبر منصّة "نفسانيون" الإلكترونية. كما يشمل البرنامج ندوة للمحلّلة النفسية حورية عبد الواحد، التي تدرّس التحليل النفسي في "جامعة باريس ــ ديدرو"، والتي تتحدّث عبر منصّة "نفسانيون" عن كتابها الجديد: "أمام الدمار: التحليل النفسي أثناء الحرب". كما يشتمل المعرض على ندوة لعالِم النفس مصطفى حجازي، حول كتابه "العصبيّات وآفاتها: هدر الأوطان واستلاب الإنسان" إضافة إلى ندوة تفاعلية مع أستاذة علم النفس مريم سليم، حول كتابها "العلاج النفسي السلوكي المعرفي".
تجدر الإشارة إلى انفتاح المعرض على فئة الشباب من المهتمّين ومن طلّاب الدراسات العليا في الدراسات النفسية والاجتماعية، وذلك من خلال إتاحة النقاش والدعوات لهم، وتوفير مؤلّفات بأسعار معقولة. كما يشتمل على أبوابٍ لكتب في الفلسفة والأنثروبولوجيا والعلوم التربوية والاجتماعية، إضافة إلى روايات عربية وعالمية، على أن يعود ريعه لدعم مشاريع الدعم النفسي المجتمعي التي تعمل عليها جمعية "نفسانيّون".
