"النموذج الصيني": محاولات فهم على طريق الحرير
تضاعف الاهتمام البحثي بالصين مع ظهور فيروس كورونا نهاية 2019، ومن ثمّ انتشاره في أرجاء الأرض. لكن الاهتمام بالصين بدأ منذ عقود حين خرج البلد من عزلته في بداية التسعينيات من القرن الماضي ثم مع ظهور مشروع "طريق الحرير" الذي يحاول ربط الصين بالمتوسط برياً.
ضمن سلسلة "عالم المعرفة" التي يصدرها "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" في الكويت، صدر أخيراً كتاب "نموذج الصين: الجدارة السياسية وحدود الديمقراطية"، للباحث الكندي دانييل بيل وقد نقله إلى العربية عماد عواد.
يؤكّد المؤلف على أن المصطلحات والمفاهيم الشائعة اليوم في وصف النظام السياسي الصيني، لا سيما في الغرب، مثل الشيوعية والسلطوية ورأسمالية الدولة، لا تقدّم فهماً كافياً لطبيعة النظام الصيني وآليات عمله.
من هنا يحاول بيل الوقوف على حقيقة النظام السياسي الصيني، من خلال تقديمه تحليل مؤسساته السياسية والاقتصادية. ويرى المؤلف أننا سنفاجأ بأن النظام القائم في الصين اليوم لم يعد يرتبط بمبادئ الأيديولوجيا الشيوعية رغم أنه لا يزال تحت إدارة "الحزب الشيوعي".
لتوصيف جوهر النظام الصيني حالياً يقترح المؤلف مفهوم "نظام الجدارة السياسية"، ويرى أنه نظام يتفوق أحياناً على النماذج السياسية الأخرى التي تتبنى النمط الديمقراطي الليبرالي القائم، لافتًا إلى أن هذا النموذج قد يكون مصدر إلهامٍ للقيام بإصلاحاتٍ سياسية في الديمقراطيات الانتخابية، التي تواجه أزماتٍ مختلفة.
