"المقاومة العالمية".. أعمال عن الفن والاستعمار والأيديولوجيا

"المقاومة العالمية".. أعمال عن الفن والاستعمار والأيديولوجيا

15 نوفمبر 2020
تيسير البطنيجي/ فلسطين
+ الخط -

يكشف معرض "المقاومة العالمية"، المقام للمرة الأولى، عن أعمال أكثر من ستين فناناً حصل عليها المركز خلال العقد الماضي لفنانين معظمهم من الجنوب (أفريقيا، الشرق الأوسط، آسيا، أميركا اللاتينية)، حيث تشكل الأعمال بمجموعها دراسة للاستراتيجيات المعاصرة للمقاومة.

تطرح تجربة "المقاومة العالمية" أيضاً أسئلة نظرية، تراوح ما بين التعبير عن الجماليات والسياسة إلى علاقة المتحف بالسياسة ذاتها، داخل عوالم الفن. كذلك يمنح المعرض مكانة الصدارة للاحتجاج السياسي في زمن إنهاء الاستعمار وانهيار الأيديولوجيات الشيوعية بعد عام 1989.

وبحسب تقديم المعرض، فإن "المقاومة غالباً ما كانت من خلال ممارسة فنية وسياسية، من اختصاص الفنانين الذين يعيشون في أوضاع من الاضطهاد أو عدم المساواة. لقد أدت نهاية الاستعمار إلى ظهور العديد من الأصوات التي نشأت لتبدأ مسارات جديدة للمقاومة، سواء على المستوى السياسي البحت، أو للتشكيك في القصص، الذكريات العنيدة أو المهددة بالتفكك. كما تم تنظيم المقاومة من خلال الفن نفسه بطريقة شعرية". 

الصورة
عمل لـ أوتوبونغ ناكنغا/نيجيريا
عمل لـ أوتوبونغ ناكنغا/نيجيريا

 من الفنانين الحاضرين على مساحة 1500 متر في الطابق الرابع من "بومبيدو"، تيسير البطنيجي وخليل رباح من فلسطين، حيث موضوعات الهوية والمنفى والذاكرة. ويشارك أيضاً ماشا غابا من جمهورية بنين، وكاتيا كمالي الجزائرية الفرنسية، ويحضر من ساحل العاج النحات جيمس روبرت كوكو بي، ومن نيجيريا الفنانة أوتوبونغ ناكنغا، والفنان الأدائي الكاميروني بارتيليمي توغو.

كذلك تحضر المكسيكية تيريزا مارغولس التي تتناول في فنها الحدود المكسيكية مع أميركا، وكذلك التونسية الألمانية ناديا كعبي التي تقدم أعمالاً عن المهاجرين. وفي تجهيز للأفروأميركية رينيه غرين، تتناول الفنانة تداخل صراعات الجندر والعرق ومقاومة التمييز والعنصرية. 

الصورة
عمل لنادية كمالي/ الجزائر
عمل لنادية كمالي/ الجزائر

هناك أعمال كانت موضوعاتها مدناً، بما في ذلك برادوك في بنسلفانيا، من خلال عمل للفنانة الأفروأميركية لاتويا روبي فرايزر، وجوهانسبرغ في عمل الفوتوغرافي الجنوب أفريقي مايكل سوبوتسكي، وداكار في أعمال السنغالي شيخ ندياي. 

تطارد الأعمال آثار التدهور الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية والسياسية وإعادة التشكيل الحضري، كما صوّر الفنانون الحماسة والمخاوف التي أثارها إنهاء الاستعمار والفصل العنصري خاصة في جنوب أفريقيا.

في المعرض أعمال حول الشيوعية، والاستبداد، والاحتجاجات الشعبية، والتهديدات البيئية الوشيكة، وفي قسم تأملي، يعمل الأدب والفلسفة كأوعية لمزيد من المقاومة الفكرية، كما هو الحال في عمل محسن حراكي ومبارك بوحشيشي.

في عمل "على خطى الهنود الأميركيين" لفوسكو وغوميز-بينيا، سُلِّط الضوء على آثار الكولونيالية وواقع الهنود الأميركيين اليوم، وحول تعدد الثقافات يعرض عمل "السيرك الإثنوغرافي" للبرازيلي جوناثاس دي أندرادي.

المساهمون