"المسرح الوطني التونسي": ركود على أبواب سنته الثالثة

"المسرح الوطني التونسي": ركود على أبواب سنته الثالثة

10 اغسطس 2022
المسرح الوطني التونسي، 2011
+ الخط -

في كانون الأوّل/ ديسمبر 2020، غادر المؤلّف والمُخرج المسرحيّ التونسي فاضل الجعايبي (1945) منصبه كمديرٍ لـ"المسرح الوطني التونسي"، بعد ستِّ سنوات قضاها على رأس المؤسَّسة، تاركاً للكاتبة العامّة فيها، إيمان صفر، مهمّة إدارة شؤونها بالنيابة.

قبل ذلك، كان الجعايبي، الذي عُيّن مُديراً للمسرح الوطني في تمّوز/ يوليو 2014، قد طالب بإعادة النظر في القانون الأساسي للمؤسَّسة، وتحديداً الفصل 700 منه، المتعلّق بتعيين مُدير عام لها، مُقترحاً أن تجري تسمية مُديريها العامّين بناءً على تقديم مشاريع وتصوُّرات لتطويرها وزيادة مداخيلها.

وبالفعل، اعتمدت وزارة الثقافة هذا المقترح. فلأوّل مرّة منذ تأسيس "المسرح الوطني" عام 1983، أعلنَت الوزارة، في حزيران/ يونيو 2020، عن فتح باب الترشيحات لمنصب المدير العام، بعدما ظلّ الأمرُ يجري عن طريق التعيين المُباشِر، مُشترطةً جملةً من المعايير؛ من بينها: "أن يكون المترشّح مسرحياً مِن ذوي الخبرة والصيت، وله كفاءةٌ مشهود بها في ميدان المسرح والفنون الدرامية والركحية وإدارة المشاريع المسرحية والفنّية"، وأن يُقدّم "تصوُّراً حول دعم إنجازات المؤسَّسة وسبل تطوير مكاسبها".

ورغم أنَّ الهدف المُعلَن لتلك الخطوة تمثّل في إتاحة فُرصٍ متساوية للمسرحيّين الذين يجدون في أنفسهم القدرة والكفاءة اللازمتَين لإدارة المؤسَّسة، إلّا أنّ المبالَغة في شروط الترشُّح أثارت انتقادات عددٍ من المسرحيّين الذين رأوا فيها عودةً إلى منطق التعيين المُباشر.

انتقد مسرحيّون ما اعتبروه مماطلةً في تعيين مدير عام للمؤسَّسة

وبغية دراسة ملفّات المترشّحين، جرى تشكيل لجنةٍ ضمّت كُلّاً من توفيق الجبالي، ومحمد المديوني، ووحيد السعفي ومنى نور الدين، ورؤوف بن عمر، بينما ترشّحت للمنصب سبعة أسماء بارزة في المشهد المسرحي التونسي؛ هي: حمّادي الوهايبي، ومعز مرابط، ومنير العرقي، وسامي النصري، وحسن المؤذن، وشكري علية، وحافظ الجديدي.

أُغلقت أبواب الترشيحات في الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر 2020، وسْط ترقُّبٍ للاسم الذي ستُعلن عنه وزارة الثقافة مديراً عامّاً جديداً للمسرح الوطني، لكنّ ذلك لم يحدث إلى الآن، وقد مرّت قرابة سنتَين.

ألقى هذا الفراغُ الإداري، الذي تزامن مع تداعيات انتشار جائحة كورونا ثمّ تقلُّبات الوضع السياسي، بآثاره على نشاط "المسرح الوطني التونسي" الذي يُعدّ الفاعل المسرحيّ الرئيسي في البلاد؛ فلِسنتَين متتاليتَين، عاشت المؤسَّسة ركوداً وشللاً غير مسبوقَين، وسْط تململٍ من المسرحيّين وصمت مُطبق من وزارة الثقافة.

وقبل دخول حالة الشغور هذه سنتها الثالثة، وجّه عددٌ من المسرحيّين، قبل أيّام، رسالة مفتوحةً إلى الرئيس قيس سعيّد دعوا فيه إلى "إنقاذ المسرح الوطني التونسي عبر تعيين مدير عام من الكفاءات المسرحية حسب ما يمليه القانون الأساسي لهذه المؤسَّسة، ووفق معيار الكفاءة والمشروع الفكري والجمال"، مُنتقدين ما سمّوه "سياسات المماطلة والتلاعُب التي يشهدها ملفّ تعيين مدير عام" و"اللجوء إلى تكليف مشبوه في المدّة الأخيرة كحلّ ترقيعي للإيهام بالسير العادي لها".

ضمّت الرسالة توقيعات عدد من الممثّلين والمخرجين والمشتغلين في مجالات متعلّقة بالمسرح؛ من بينهم: نزار السعيدي، ووفاء الطبوبي، والحبيب بالهادي، وغازي الزغباني، وسيف فرشيشي، وجمال المداني، وعماد المي، وصامد الميعادي، وجمال العروي، ولبنى نعمان، والصحبي عمر، وخولة الهادفي، وصالح حمودة، ريم الحمروني، وأحمد أمين بن سعد، وحبيبة الجندوبي، وبسمة العشي.

المساهمون